لإول مرة في هذا العام 1437 يؤم المصلين ويلقي خطبة عرفات بالمسلمين معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس . حيث أدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر بمسجد نمرة بعرفات جمعا وقصرا وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وسماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ فيما أم المصلين معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس . وألقى معاليه خطبة عرفة قبل الصلاة والتي استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر. ودعا معاليه المسلمين إلى تقوى الله عز وجل حق التقوى ومراقبته في السر والنجوى, والتزام سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والبعد عن الغلو والتطرف مبينا أن الخير كله في الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج الوسطية والاعتدال. وأشار إلى أن الله شرف الإنسان وأكرمه في استخلافه في الأرض كما قال تعالى : (( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )) مبينا أن هذا الاستخلاف قائم على أساس الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق العدل بين الناس حيث أرسل الله الرسل تترا لأداء هذه المهمة العظيمة وإقامة الحجة على الناس رسل مبشرين ومنذرين لأن لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وأيدهم ربهم بالآيات البينات الدالة على صدقهم مستدلا بقوه الله تعالى " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ " ثم بعث الله إلى البشرية سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم إمام الأنبياء وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام كما قال جل شأنه " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا * " . وقال " بعث بدين الإسلام الذي أنار للناس طريقهم وأرشدهم لحقيقة التقوى والتوحيد الخالص وأنقذهم الله به من براثن الشرك وظلماته وحررهم من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق جل وعلى وفتح لهم طريق الهداية وسبل الرشاد لكي يتجهوا إلى خالقهم سبحانه ويحقق الغاية الكبرى ويمتثلوا من الحكمة العظمى من خلقهم " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ " ، " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ " وهذا دليل على أهمية التوحيد وأنه حق الله على العبيد ، من أجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب فلوحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والإيمان " . وتوجه معاليه الى ضيوف الرحمن قائلا: (استحضروا عظمة هذا البلد وحرمته قد أمنّه الله سبحانه وتعالى, فاحذروا الإخلال بأمنه واحذروا تكدير صفو مشاعره وشعائره "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب". كما شدد على أمن الحج والحجيج مؤكدا بأن أمن الحج خط أحمر لا ينبغي تجاوزه بشعارات سياسية ونداءات طائفية. كما أشاد معاليه بجهود الدولة –رعاها الله- في خدمة ضيوف الرحمن فهي تبذل الغالي والنفيس في عمارة الحرمين الشريفين وتبذل أقصى جهودها لتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام , منوها بجهود رجال الأمن البواسل في الحفاظ على أمن الحجاج وسهرهم على ذلك وعملهم الدؤوب ليل نهار ,كما نوه بجهود جميع العاملين في الحج من مدنيين وعسكريين وجهات حكومية وغيرها. وختم معاليه خطبته بالتذكير بعظمة هذا اليوم فقال: إن يومكم هذا يوم عظيم مبارك قال في صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء), وجاء في الحديث (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). وحثهم على الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم مقدما شرحا موجزا لمناسك الحج من يوم عرفه الى يوم الثالث عشر مؤكدا على أهمية الالتزام بالإرشادات والانظمة خصوصا في التفويج والبعد عن المزاحمة والتدافع. الجدير بالذكر أنه قد تم تكليف معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بإلقاء خطبة عرفة وذلك بعد اعتذار سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ .