أدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر في مسجد نمرة بعرفات جمعا وقصرا، فيما تقدم المصلين مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ومفتى عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. وأم المصلين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس. وألقى خطبة عرفة قبل الصلاة، حذر فيها ضيوف الرحمن من الإخلال بأمن الحج، أو محاولة تكدير صفو مشاعره وشعائره، مؤكدا أن أمن الحج خط أحمر لا ينبغي تجاوزه بشعارات سياسية ونداءات طائفية. الالتزام بالسنة ألقى السديس خطبة عرفة قبل الصلاة، والتي استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم، ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر. ودعا المسلمين إلى تقوى الله عز وجل حق التقوى ومراقبته في السر والنجوى، والالتزام بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والبعد عن الغلو والتطرف، مبينا أن الخير كله في الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهج الوسطية والاعتدال. تحذير الحجاج توجه السديس بحديثه إلى ضيوف الرحمن قائلا: استحضروا عظمة هذا البلد وحرمته، قد أمنّه الله سبحانه وتعالى، فاحذروا الإخلال بأمنه واحذروا تكدير صفو مشاعره وشعائره "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب". كما شدد على أمن الحج والحجيج، مؤكدا أن أمن الحج خط أحمر لا ينبغي تجاوزه بشعارات سياسية ونداءات طائفية. عبادة الله أشار السديس إلى أن الله شرف الإنسان وأكرمه في استخلافه في الأرض، كما قال تعالى : (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)، مبينا أن هذا الاستخلاف قائم على أساس الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحقيق العدل بين الناس، حيث أرسل الله الرسل تترا لأداء هذه المهمة العظيمة، وإقامة الحجة على الناس، رسل مبشرين ومنذرين، لأن لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وأيدهم ربهم بالآيات البينات الدالة على صدقهم، مستدلا بقول الله تعالى "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ"، ثم بعث الله إلى البشرية سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم، إمام الأنبياء وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، كما قال جل شأنه "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا". وقال "بعث بدين الإسلام الذي أنار للناس طريقهم وأرشدهم لحقيقة التقوى والتوحيد الخالص، وأنقذهم الله به من براثن الشرك وظلماته وحررهم من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق جل وعلا، وفتح لهم طريق الهداية وسبل الرشاد، لكي يتجهوا إلى خالقهم سبحانه، ويحقق الغاية الكبرى ويمتثلوا من الحكمة العظمى من خلقهم "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ"، "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ"، وهذا دليل على أهمية التوحيد، وأنه حق الله على العبيد، من أجله أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب. أرقى الخدمات أشاد السديس بجهود الدولة في خدمة ضيوف الرحمن، موضحا أنها تبذل الغالي والنفيس في عمارة الحرمين الشريفين، وتبذل أقصى جهودها لتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، منوها بجهود رجال الأمن البواسل في الحفاظ على أمن الحجاج وسهرهم على ذلك، وعملهم الدؤوب ليل نهار. كما نوه بجهود جميع العاملين في الحج من مدنيين وعسكريين وجهات حكومية وغيرها. وختم السديس خطبته بالتذكير بعظمة هذا اليوم فقال "إن يومكم هذا يوم عظيم مبارك، قال فيه صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء)، وجاء في الحديث (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). وحث الدكتور السديس الحجيج على الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، مقدما شرحا موجزا لمناسك الحج من يوم عرفه إلى يوم الثالث عشر، مؤكدا على أهمية الالتزام بالإرشادات والأنظمة، خصوصا في التفويج والبعد عن المزاحمة والتدافع. يذكر أنه تم تكليف الشيخ السديس بإلقاء خطبة عرفة، وذلك بعد اعتذار المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.