تشكل صحة المواطن أهمية كبرى لدى الجهات المسؤولة وتحظى بأعلى درجات العناية للتأكد من صحة بيئة العمل التي يتم فيها إعداد المواد الغذائية حيث تقود أمانة الرياض ممثلة بصحة البيئة زمام هذه المهمة التي تهدف في مجملها للوقوف على مستوى نظافة الخدمات التي تقدمها المطاعم والمخابز والمطابخ لعملائها، وأن تكون مستوفية للشروط الصحية كاملة وعلى مستوى عال من النظافة في جميع الجوانب والأطر من تجهيزات وأدوات وعمالة إضافة إلى أن تكون تلك المحلات عاملة في إطار نظامي. ولكن الكثيرين يطالبون صحة البيئة بالأمانة بمراقبة كافة المنشآت ذات العلاقة بصحة المواطن من حيث التقيد بالتعليمات وتطبيق الإجراءات والاشتراطات الصحية التي تضمن جودة ما يعد من مواد غذائية سواء في المطاعم والبوفيهات أو المخابز وغيرها من المحلات المعنية بتصنيع وتقديم الغذاء نظرا لحرارة الصيف لهذا العام التي تتجاوز حرارة الجو فيه 47 درجة مما سيشكل خطرا على صحة المواطن والمقيم في حال غفل اصحاب المنشآت كالمطاعم والبوفيهات عن الالتزام بتطبيق شروط الحفظ والتخزين. "الرياض" بدورها استطلعت رأي العديد من المواطنين حول قضية "التسمم الغذائي" والخوف من التعرض له وسبل تلافيه في هذا التحقيق. أساليب مطلوبة قال مشعل المفضلي: بات التعامل مع المطاعم ضروريا في هذا العصر، ويتعامل معها الناس بشكل يومي ومستمر ولم تعد خيارا ثانويا لذلك من الضروري أن تلتزم بشكل صارم وقوي بأنظمة الصحة العامة وعلى الرغم من وجود الانظمة، والجهود التي تبذلها الامانات إلا أنها حتى الآن ربما لم تحقق المستوى المأمول ومرجع ذلك العدد الكبير للمطاعم والبوفيهات، ومحدودية إعداد المراقبين، مشيرا بانه بات من الضروري اتباع أساليب جديدة ومتطورة في هذا المجال لعل من أهمها الاستفادة من التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي في رصد المخالفات، كما أن من المهم أن يعاد النظر في الترخيص للمطاعم بشكل تقليدي، بل أرى من الضروري اعتماد استراتيجية جديدة تتعلق باعتماد نماذج عمل محددة للمطاعم، بحيث يؤخذ بالاعتبار الموقع، وطبيعة المنتج، ومستوى الخدمة، ونموذج رقابة داخلي تشرف عليه فرق الامانات، مضيفا من المهم العمل على رفع مستوى المطاعم، بحيث يتم القضاء على التستر في هذا القطاع، وقصر الترخيص على مؤسسات وشركات تكون قادرة على رفع مستوى الخدمة. تجارب مريرة فيما أشار هزاع الجنوبي إلى تجربته مع المطاعم واصفا اياها بالمريرة مبيناً أنه قليل من يلتزم بالاشتراطات الصحية، وقليل من يعير المستهلك جانبا من الاهتمام، ليس مهماً مكان الجلوس فيها فهي تحت الأنظار، ولكن المشكلة الحقيقية في مدى التزام العاملين بالشروط الصحية خاصة النظافة وأثناء إعداد الوجبات وتوخي الحذر من خلال لبس القفازات، وتغطية شعر الرأس، لافتا اننا الان في فصل الصيف والحرارة قوية وشديدة ففي حال عدم الاهتمام من قبل المطاعم والبوفيهات بسلامة المواطن والمقيم وتقاعس العاملين قد يعرض صحة المستهلك للكثير من المشاكل الصحية وأملنا كبير بفرق الطوارئ بصحة البيئة وعلى عاتقهم حمل كبير اعانهم الله. مشكلة حقيقية وبين محمد الرشيد أن المشكلة الكبرى أيضا في أماكن تحضير الاطعمة، وتكدس المواد الغذائية داخل المحل للأسف الشديد باتت بعض المطاعم رعبا لا تعرف متى تصيبك بدائها، وأعتقد من المهم أن يكون المستهلك هو الرقيب، ويتفاعل مع البلديات في الإبلاغ عن الملاحظات والشكاوى، والأهم هو المتابعة وعدم اليأس، فغيرك كثير سيقع في نفس المشكلة، مضيفا مراهنتي دائما على تفاعل المواطن ورفع الأمر إلى الجهات المختصة ممثلة بصحة البيئة. وبين عبدالعزيز الزهراني أن الغذاء يعتبر من أهم مقومات استمرار الحياة، وحتى يؤدي فوائده على أحسن وجه ينبغي على صحة البيئة المحافظة على سلامته من الفساد حيث انه عرضه للتلوث من عدة مصادر بدءاً بأماكن انتاجه وخلال مراحل تصنيعه وتجهيزه وانتهاءً بتقديمه للمستهلك لذلك فان من الأهمية بمكان الحفاظ على سلامة الغذاء ووضع الأنظمة والتعليمات الصحية التي تحميه من التلوث والفساد. وعن مستوى نظافة المطابخ والمطاعم قال الزهراني: نظافتها ممتازة لكن كلما أصبحنا بعيداً يخف مستوى النظافة الا ان الوضع وبشكل عام مقبول وجيد، مضيفا في الحقيقة ان المطاعم تلتزم بمستوى نظافة جيد لما تجده من مراقبة متواصلة من فرق صحة البيئة فلهم كل الشكر والتقدير على جهودهم والمؤمل منهم كثير، مؤكدا أن المواطن لا يختار الا المطعم المعروف بنظافته ولذلك فإن جذب الزبائن والمحافظة عليهم حافز قوي خاصة بعد كثرة عدد المطاعم والتنافس القوي بينهم لذلك هناك تطور في الاستجابة لتحقيق شروط نظافة افضل. مراقبة مضاعفة وأكد د. فلاح بن عبدالله الدوسري -مدير عام الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة منطقة الرياض- أن مراقبة المطاعم والمنشآت الغذائية والصحية تتضاعف خلال فترة الصيف، نظرا للطقس والأجواء الحارة على الأغذية، وذلك وفق برامج موسمية معدة بعناية، في الوقت الذي تستعين بالتقنية والتطبيقات للتأكد من التزام هذه المنشآت، وقد وضعت أمانة منطقة الرياض أكثر من 17 ألف بوفيه ومطعم ومقهى تحت أنظار مراقبي صحة البيئة مع دخول فصل الصيف، الذي تكثر فيه حالات التسمم الغذائي. وبين د.الدوسري أن فرق طوارئ الأمانة تنفذ يوميا واسبوعيا جولات ميدانية مجدولة ومفاجئة على مختلف المنشآت الغذائية، للتأكد من الالتزام بتطبيق الأنظمة خاصة فيما يتعلق بحفظ الاطعمة، ورفع مستوى النظافة، التأكد من سلامة العاملين من الناحية الصحية، ومدى الالتزام بارتداء الملابس الخاصة بالعمل، وحصول العاملين على الشهادات الصحية. تطبيقات حديثة واوضح د.الدوسري أن الأمانة وفي سبيل رفع مستوى الرقابة طورت خدمات تطبيق "استفد وساهم" الذي اطلقته لتقييم ومتابعة جودة خدمات المطاعم في العاصمة، من خلال تلقي البلاغات، وتقييم المستهلكين للمطاعم والمقاهي، في الوقت الذي تعمل على تقديم خدمات تفاعلية أخرى من خلال التطبيق، وقال: إن التطبيق يستهدف خدمة سكان مدينة الرياض، ويعمل على أجهزة الهواتف الذكية، حيث يمكن الاستفادة منه بسهولة ويسر، موضحا ان التطبيق يقدم مجموعة من الخدمات والمعلومات المتكاملة عن المطاعم المقاهي الموجودة في مدينة الرياض، وطريقة تواصل بسيطة بين المستفيد والأمانة، من خلال الاستفادة من الوسائل والتقنيات الحديثة لخدمة سكان وزوار مدينة الرياض، ومشاركة معلومات الامانة عن المطاعم والمقاهي. ولفت ان التطبيق يرتكز على التعاون مع المستفيدين في تقييم ورفع مستوى خدمات المطاعم، وهو ما يتطلب التفاعل من قبل مرتادي هذه المطاعم، داعيا أيضا إلى الإبلاغ عبر الرقم 940 أو عبر حسابات الأمانة في مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن التطبيق يقدم أيضا خدمة تمكين سكان وزوار مدينة الرياض من الاطلاع على أقرب المطاعم والمقاهي المتوفرة ومساعدتهم في الاختيار من خلال توفير معلومات عن الاطعمة المقدمة واسعارها وأنواعها والخدمات المتوفرة وكذلك المواقع الجغرافية، بالإضافة إلى احتوائه على ميزة الاطلاع على تعليقات المستخدمين ورواد هذه المطاعم والمقاهي وتقييمهم لها. تفاعل ملموس فيما أكد محمد الجوير -رئيس وحدة الطوارئ بالادارة العامة لصحة البيئة بأمانة منطقة الرياض- أن عدد البلاغات الواردة لمركز طوارئ أمانة منطقة الرياض 940 الخاصة بوحدة طوارئ صحة البيئة ولمدة 7 أشهر بلغ عددها 15283 بلاغا اشتملت على 4480 بلاغا لمواد غذائية فاسدة و 1584 بلاغا لتدني مستوى نظافة المحل و1131 لانتهاء صلاحية المواد الغذائية و1626 لمخالفات محلات الحلاقة و467 بلاغا لتخزين أغذية غير نظامية و291 بلاغا لحالات تسمم و281 بلاغا لعدم وجود تسعيرة و283 بلاغا لمخالفة مخابز و 193 بلاغا لذبح غير نظامي و1994 بلاغا مخالفات عمالية و105 بلاغات لمخالفة ملاحم و80 بلاغا لتصنيع أغذية غير نظامي و37 بلاغا لمخالفة مغاسل و 26 بلاغا لمخالفة مطابخ. وأشار الجوير إلى أن وحدة الطوارئ بالإدارة العامة لصحة البيئة لا تتوانى في متابعة تلك البلاغات التي ترد لوحدة الطوارئ والتأكد من نظاميتها ومباشرتها بأسرع وقت ولدينا فريق مدرب وشباب مؤهلون لديهم الخبرة في مباشرة البلاغات وفحصها والتأكد من البلاغات الواردة وهذا من واجبنا ونسعى لأن تصل صحة البيئة لكل مايساهم في رضى المواطن والمقيم من جهة النظافة والمراقبة ونوعية العمالة وسلامتهم صحيا وخلوهم من الامراض . * تحقيق / علي الحضان .