هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي لسالَ منهُ عناقيدٌ وتفّاحُ و لو فتحتُم شراييني بمديتكم سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا وما لقلبي –إذا أحببتُ- جرّاحُ مآذن الشّامِ تبكي إذ تعانقني و للمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ للياسمينِ حقولٌ في منازلنا وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ هذا مكانُ "أبي المعتزِّ" منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لماحُ هنا جذوري هنا قلبي هنا لغتي فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟ كم من دمشقيةٍ باعت أساورَها حتّى أغازلها والشعرُ مفتاحُ أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّاحُ؟ خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌ فوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ تقاذفتني بحار لا ضفاف لها.. وطاردتني شياطين وأشباح هنا جذوري.. هنا قلبي .. هنا لغتي فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح الشاعر الكبير - نزار قباني - الشام