أكدت ورشة عمل متخصصة نظمتها غرفة الشرقية أقيمت اليوم الثلاثاء 22 مارس 2016 بعنوان (التلوث البري والبحري واثاره على البيئة) الرئيس على أن النشاط البشري السلبي يعد المسبب الأول لكل حالات التلوث الأرضي والبحري.. داعية إلى تفعيل القوانين والتشريعات الرسمية الرامية للحفاظ على البيئة. وشهدت الورشة التي اقيمت بمقر الغرفة بالدمام وادارها رئيس لجنة البيئة بالغرفة طلال الرشيد عرض ورقتي عمل، تناولت الأولى موضوع التلوث الأرضي، فيما تناولت الورقة الثانية موضوع التلوث البحري.. ففي الورقة الأولى التي قدمها أحمد البوق من الهيئة السعودية للحياة الفطرية تحدث عن مصطلح (التنوع الأحيائي) وهو تنوع أو ثراء الحياة على جميع المستويات الهيكلية ( الجزيئية والوراثية والأنواع و النظم البيئية)، وهو مورد متجدد أساسي يوفر لنا الموارد الطبيعية؛ الغذاء ،والماء ،والخشب ، والطاقة ، والأدوية، ينتج عنها جملة من الخدمات منها تنقية الهواء والماء وخصوبة التربة و التخلص من النفايات ، ومكافحة الآفات، فضلا عن المتعة الجمالية
وعن الأسباب الرئيسة لفقد التنوع الأحيائي أورد البوق بأنه ورغم ظاهرة الانقراض طبيعية الا أن النشاطات البشرية باتت المهدد الأساسي لانقراض بعض الأنواع من الكائنات، وابرز معالم النشاط البشري السلبي هو الصيد والاستغلال الجائر، ما يؤدي الى تدهور البيئات وفقدها كنتيجة للضغوط البشرية عليها، وكذلك التلوث الكيميائي الذي يأتي من الجهد البشري ايضا يتسبب في تدمير يصعب تعويضه للأنواع والبيئات
وأشار إلى أنه بسبب التلوث فإن ما مجموعة 4763 نوعا من الثدييات في العالم 87 نوعا منها بات منقرضا، 1130 نوعا منها أي بنسبة (24٪) مهدد بالانقراض، وفي شبه الجزيرة العربية 93 نوعا من الثدييات سجلت منها 14 نوعا بحرياً، و12 نوعا من الثدييات مستوطنة في شبه الجزيرة العربية، أي لا مكان لها غير هذه المنطقة تشمل اثنين من الخفافيش، وواحدا من الأرانب، وخمسة من القوارض، وواحدة من أكلات اللحوم وثلاثة من الطفيليات.. كلها تتعرض لتهديدات الصيد الجائر والرعي الجائر وقد انقرض بعضها ولم يعد له وجود مثل الأسود الآسيوية، والفهود الاسيوية، والغزال السعودي، والحمار الوحشي،. كما يوجد 501 نوعا من الطيور مسجلة في المملكة العربية السعودية منها 31 مهددة بالانقراض (على المستوى العالمي والمحلي)، كما أن في المملكة أكثر من 2250 نوعا من الأعشاب، منها القائمة 244 نوعا متوطنا يعتقدأن147 نوعا من هذه الأخيرة مهددة بالانقراض، و 574 نوعا غير متوطنة ومهددة بالانقراض كذلك
وشدد على أن جميع النشاطات الإنسانية التي تؤدي الى زيادة أو إضافة مواد أو طاقة جديدة الى البيئة حيث تعمل هذه الطاقة أو المواد الى تعريض حياة الإنسان أو صحته أو معيشته أو رفاهيته أو مصادره الطبيعية للخطر سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، مؤكدا بأن المملكة تنمو بسرعة وتتطور في مختلف المجالات، ولكن تسارع وتيرة التنمية مع إغفال دراسات الأثر البيئي قد يؤدي الى تأثيرات سلبية يصعب تصحيحها للتنوع الأحيائي.
أما الورقةالثانية (التلوث البحري) فقد قدمها خالد الشيخ (من الهيئة السعودية للحياة الفطرية أيضا) وذكر بأن للبيئة البحرية أهمية كبيرة في النظام البيئي من ناحية حيوية، فهي تمتاز باتصال أجزائها اتصالاً حراً طبيعياً يتيح التفاعل والتأثير بين أرجائها، فللبيئة البحرية دوراً بارزاً في تحقيق التوازن المناخي، وذلك من خلال ارتفاع درجة حرارتها النوعية عند السطح وبرودتها من الأسفل، مما يمكنها من امتصاص قدرً كبيراً من أشعة الشمس الساقطة على الأرض، ومن ثم تبخر جزءاً من هذه المياه إلى الجو بفعل الرياح الصاعدة، وتجمعها على هيئة سحب تندفع في اتجاه اليابسة محدثة أمطار تمثل مصدر الماء العذب للكائنات الحية الأخرى على البر .
واضاف بأن البيئة البحرية مصدر غذاء للإنسان وبقية الكائنات الأخرى، فهي تحتوي على كميات هائلة من الأنواع المختلفة من الأحياء البحرية ذات القيمة الغذائية العالية ومن أهمها الأسماك .كما تعتبر مصدر صناعات هامة ووسيلة نقل رئيسية ويستخرج من البيئة البحرية العقاقير الطبية كما تعتبر البيئة البحرية الدخل القومي الأول في بعض الدول
من هنا فإن التلوث البحري يعد تهديدا للأمن الغذائي والاقتصاد بشكل عام، موضحا بأن
التلوث البحري هو تغيير في التوازن الطبيعي للبحر الذي قد يؤدي إلى تعريض صحة الإنسان للخطر والإضرار بالثروات البيولوجية والنباتات والحيوانات البحرية و الحد من الترفيه البحري أو قد يؤدي إلى إعاقة الاستخدامات الشرعية الأخرى للبحر، والذي يأتي حسب مؤتمر منظّمة التّغذية والزراعة الدولية المنعقد في روما 1970م عن إدخال الإنسان في البيئة البحرية مواد يمكن أن تسبب نتائج مؤدية كالإضرار بالثروات البيولوجية والأخطار على الصحة الإنسانية و عرقلة الأنشطة البحرية بما فيها صيد الأسماك و إفساد مياه البحر
وأكد بأن كمية هائلة من الملوثات ناتجة عن الأنشطة البشرية بفعل الطفرات الصناعية والتضخم الهائل في عدد السكان والاستنزاف الجائر للموارد الطبيعية وتعتبر هذه الملوثات الاكثر تدميراً للبيئة البحرية، ويدخل في هذه القائمة (التلوث النفطي، والتلوث بالصرف الصحي، والتلوث البيولوجي، والتلوث بالمخلفات الصناعية، والتلوث الحراري، والتلوث بالمواد الكيميائية، والتلوث بالعناصر الثقيلة، والتلوث الأشعاعي، والتلوث الضوضائي.. وخلص الى القول بأن 80% من الملوثات البحرية بسبب الأنشطة البشرية. وفي الختام تم تكريم المتحدثين. يذكر أن ورشة العمل تقام ضمن أنشطة لجنة البيئة بالغرفة.