أكدت دراسة جديدة لتأثير السلوك البشري على النظام البيئي في الصحاري أن الأنشطة البشرية قد تؤدي إلى اختلال التوازن البيئي والطبيعي للصحراء على مستوى العالم، حيث إن الحياة في الصحراء يمكن أن تكون غير مستقرة بالنسبة للكثير من الثدييات، لأنها معرضة لأخطار كبيرة وغير متوقعة حسب الظروف البيئية، بما يمكن أن يكون له تأثير سلبي في القضاء على الموارد التي تعتمد عليها. وكانت دورية البيئات الجافة قد نشرت نتائج الدراسة مع تقييم آثار أنشطة الإنسان على النظم الطبيعية للثدييات وما يمكن أن يحدث من اضطرابات، فقد أكد العلماء أن الرعي الجائر والأنشطة المشابهة له هي المؤدية إلى ارتفاع معدلات الانقراض وتقليل التنوع الحيواني، حيث يعد الصيد الجائر وقطع الأشجار والرعي والحرائق وإدخال أنواع غريبة من الكائنات، من الأساليب التي يدمر بها البشر المجتمعات الثديية. وقد أظهر التقرير الذي أصدره المعهد الأرجنتيني حول الأراضي الجافة والآثار السلبية للنشاط البشري على السلوك الوظيفي للثدييات أنه، وبغض النظر عن السمة المشتركة في الاضطرابات التي تحدث للكائنات، فإن التنوع الوظيفي يتناقص. ومن خلال البحث في 25 دراسة تم جمع الأدلة حول الآثار التي يسببها البشر من اضطرابات على الثدييات في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة، حيث تم تضمين قطاع عريض من الحيوانات شمل مائة وعشرة أنواع في التحليل. وعلى الرغم من أن الصحراء ربما تكون أماكن جرداء في أحيان كثيرة إلا أنها تدعم النظم البيئية الهشة والمعقدة والتي تلعب الثدييات فيها دورا رئيسيا، حيث تقوم بعض الثدييات بالحفر من أجل بناء الجحور أو للبحث عن الطعام، بما يمكّنها من إدخال مواد عضوية تحت الأرض، ويساعد في تخصيب التربة، كما أن الكثير من الحيوانات آكلة العشب تلعب دورا مهما في الحفاظ على حياة النبات، من خلال أكل الأوراق وتفريق البذور. ويعد النشاط البشري أكثر تدميرا لدور الثدييات في النظام البيئي، وذلك لِما يحدثه البشر من تغييرات جوهرية في شكل الموطن الطبيعي، مثل الحرق أو الرعي الجائر مما يحوّل المناطق العشبية إلى مجرد أرض شجرية، ويظهر التأثير الأكثر سلبية عندما تُغيّر الاضطرابات ظروف النظام كأن تقوم بتعديل بنية أو أنواع النباتات السائدة. وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن العلماء لديهم أمل في أن يجد البشر الطريقة الأمثل التي يستغلون بها استقرار الصحراء مع مساعدة الثدييات للحفاظ على النظام البيئي.