لا تخلو مشاهد الحياة من قصص يعيشها الجميع، قصة تُسرد وحكاية تُروى، فن تعلق به البشر، وجذب الصغار والكبار إليه، فكان للأطفال والشباب موعد معه، من خلال صناعة القصة في مهرجان «حكايا» الذي نظمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وأشعلت فعاليات المهرجان، الذي اختتم أمس (السبت)، حماسة الصغار (بنين وبنات)، نحو عالم الإبداع والفن القصصي، مطلقين لأنفسهم العنان للتحليق في خيال واسع، وشاركوا بقصصهم وحكاياتهم الصغيرة من واقع عالمهم الذي يعيشونه ويتأملونه، فغدا الخيال محركاً لهم في رسم قصصهم، وتحفيز أفكارهم وإبداعاتهم عبر ورش تدريبية يشرف عليها مدربون تحرك مواهبهم وتكشف قدراتهم وتبث الثقة في نفوسهم. ويهدف «حكايا»، الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط، إلى «ربط شرائح المجتمع كافة بالقراءة والكتابة بطريقة غير مباشرة، عبر تحفيزها على التخيل والابتكار في صناعة القصة، خصوصاً ربط الأطفال في عالم القراءة والإطلاع، والتعريف في التراث القصصي». وقدم المهرجان خمسة أجنحة ثرية بالأنشطة وعالم القصة، ففي جناح الطفل تعلم الصغار صناعة القصة عبر أركان «نكتب، نروي، نرسم، نحرك»، إضافة إلى محطة لإنتاج وتحريك الصور، ومحطة الإلقاء وورش العمل الحرة، وكذلك جناح الورش التدريبية لفئة الشباب، وآخر مقهى «الحكواتي»، وجناح «أفتح يا سمسم»، ومسرح ومشاهد فنية، وقصص مصورة وأخرى إلكترونية امتدت على أكثر من 500 متر من جدران المهرجان. وكان ل«شهداء الواجب» من أبطال «عاصفة الصحراء»، نصيباً منها، بهدف «إحياء ذكراهم والدعاء لهم بالرحمة والغفران، وكذلك خصصت للمرابطين على الحدود من الجنود لنصرتهم والدعاء لهم ومؤازرتهم، والإشادة بدورهم، إذ خصص يوم بأكمله للشهداء البواسل والمرابطين عبر لوحات جدارية تنطق ببطولاتهم وتضحياتهم، من أجل الدفاع عن الوطن والذود عنه». واستقطب مهرجان «حكايا» في أيامه الخمسة كتّاب من ضيوف المهرجان، سردوا أسرارهم الكتابية أمام الزوار، كاشفين للمرة الأولى خريطة الطريق التي أوصلتهم إلى عالم الكتابة. وكان لزوار المهرجان مفاجآت كثيرة، منها إطلاعهم على خبرات شركة «والت ديزني»، إحدى أكبر شركات وسائل الترفيه في العالم، من خلال التقائهم بالمدرب في الشركة «كانو إكس». بدوره، قال مدير مهرجان «حكايا» في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المهندس خالد الهزاني ل«الحياة»: «إن مبادرة الهيئة ارتكزت على التطوير الشامل، الذي يتضمن الإنسان والبيئة والثقافة»، مبيناً أن الهدف من المهرجان «تشجيع الشباب والأطفال على الكتابة والقراءة، وبث رسائل توعوية غير مباشرة عن البيئة والنقل العام، من خلال كتابة القصة». وأشار الهزاني إلى أن هذا المهرجان يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً نجاحه من واقع الإقبال الكبير الذي حظي به من الزوار، الذين تجاوز عددهم خلال الأيام الثلاثة الأولى 30 ألف زائر وزائرة من شرائح المجتمع كافة»، معتبراً ذلك «دافعاً للقائمين عليه للعمل على استمرار تنظيمه في الأعوام المقبلة، وتطويره وتوسيع دائرة مشاركة القطاع العام والخاص لإثراء التجربة، وزيادة وقت المهرجان كي يتسنى لسكان مدينة الرياض كافة زيارته». من جانبها، كشفت المدربة من ركن «موهبة» التابع لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع سارة الثابت، عن أن لأطفال المهرجان «طاقات إبداعية هائلة، تحتاج إلى أن تُحفز، واتضحت من خلال أركان ابتكار الشخصيات، وتطوير المهارات». وقالت ل«الحياة»: «أثمرت جهود وزارة التعليم في تطوير المناهج، وتطوير المعلمين والمعلمات، من طريق إقامة الورش التدريبية وبرامج موهبة الإثرائية».