كان القدماء من أبناء الجزيرة العربية يقولون، "لا أجمل من الماء على الظمأ" وكانوا يستشعرون أهمية السرعة في الإنقاذ والتعجل لنفع الأهل والأصدقاء وبعد "عاصفة الحزم" التي عصفت بالأيدي العابثة في اليمن ها هي الاستجابة السريعة لدعم طلبته الأمم، فجاء شافيا وافيا وسريعا لا يفرق بين أبناء اليمن الواحد. الدعم السعودي الذي أعلن أخيرا بقيمة أكثر من ربع مليار دولار كان لافتا في سرعة الاستجابة لتقرير الأممالمتحدة لم يفصله عن إعلانه إلا ساعات وكان وافيا في كميته، فقد استوفى الرقم الأولي المطلوب من المنظمات الإنسانية لدعم الأشقاء في اليمن وكان شاملا للجميع لا يعرف الفرق إنسانيا بين صعدة وصنعاء ومأرب وعدن. إشارة واضحة يدركها المتابعون ل"عاصفة الحزم" وما وراءها، آخرها الدعم الوافي والسريع للوضع الإنساني أن المملكة وهي تتحرك في اليمن بمعية أشقائها العرب لا تتحرك إلا من أجل استقرار المنطقة لا طمعا فيها ولا تمددا لقواتها كما يفعل الآخرون ولكن كي يستقر إنسانها وينعم بالأمان وهذا هو الفرق بين قوى إقليمية لا يهمها سوى النفوذ في مناطق الآخرين وقوى أخرى من ذات المنطقة يهمها الأرض الإنسان لأنها منهما وإليهما تعود وهكذا هي الرياض عاصمة العرب في زمن الأعاصير يلجأ لها بعد الله أبناء العرب لتضرب بيد الظالم ويد أخرى تغيث الملهوف. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد أمر ليل الجمعة بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن. وأصدر الديوان الملكي في وقت متأخر أمس، بيانا جاء فيه أنه "استجابة للحاجات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، التي تضمنتها مناشدة الأممالمتحدة بتاريخ 17 نيسان (أبريل) 2015، فإنه صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأممالمتحدة".