أعلن الجيش العراقي تقدمه في المعارك الدائرة في ناحية «البغدادي» غرب الأنبار على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بعد أربعة أيام من القتال بين الطرفين، فيما احتجز التنظيم عائلات من الناحية، كما قُتل وأصيب عدد من الأشخاص بقصف للجيش على ناحية «الكرمة» التابعة للفلوجة. إلى ذلك أعلنت قوات «البيشمركة» الكردية سيطرتها على طريق يستخدمه تنظيم «داعش» للوصول إلى قضاء سنجار غرب الموصل في نينوى، فيما أخلى التنظيم قاعدة عسكرية في ناحية «القيارة» جنوب الموصل. وقال شعلان النمراوي أحد شيوخ الأنبار في اتصال مع «الحياة» أمس إن القوات الأمنية حققت تقدماً في المعارك الجارية ضد تنظيم «داعش» في ناحية البغدادي، وتمكنت من السيطرة على القسم الأكبر من الناحية. وأضاف أن التنظيم احتجز عشرات العائلات من الناحية بعد انسحابه من المناطق التي كان يسيطر عليها، فيما وقعت عائلات أخرى في يد التنظيم أثناء نزوحها من الناحية إلى قضاء حديثة. وأشار إلى أن هناك أزمة إنسانية كبيرة في الناحية بسبب نقص المواد الغذائية والمياه نتيجة صعوبة إيصالها إلى مركز الناحية إثر المعارك الدائرة ضد «داعش» الذي «يقوم بعمليات تفخيخ واقتناص» على الطرق الرئيسية للناحية. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس أن قوات من قيادة عمليات الجزيرة والبادية وفرقة المشاة السابعة وبإشراف ميداني من قبل قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق وبإسناد من أبناء العشائر والحشد الشعبي «تمكنت من تطهير» غالبية مناطق ناحية البغدادي وإيصال المؤن وفك الحصار عن الحي السكني التابع للناحية. وأعلنت وزارة الداخلية عن تمكن قيادة قوات الشرطة الاتحادية من تطهير محطة تعبئة المياه في البغدادي، وقتلت «15 انتحارياً من داعش»، كما تم تحرير 150 عائلة محاصرة و 750 فرداً وإعادة فتح المياه إلى الأهالي من قبل فوج مغاوير اللواء الآلي الثاني. وأفاد مصدر من داخل الفلوجة غرب الرمادي، بأن عدداً من الأشخاص قتلوا وأصيبوا بسبب قصف للجيش على ناحية الكرمة التابعة للفلوجة، مشيراً إلى أن بينهم طلاباً في المرحلة الابتدائية سقطت إحدى القذائف على مدرستهم. وفي صلاح الدين شمال بغداد، أفاد مصدر أمني بأن عبوة ناسفة انفجرت في قرية الإخضير التابعة لناحية آمرلي مستهدفة عناصر من الحشد الشعبي أثناء تدريبهم الصباحي ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة ستة آخرين بجروح. كذلك أفاد مصدر في وزارة الداخلية بأن عبوة ناسفة انفجرت أمس مستهدفة عجلة مدنية لكنها تقل خمسة من عناصر الشرطة في قرية البو عامر في منطقة اليوسفية جنوببغداد، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة ثلاثة بجروح متفاوتة. وأضاف أن عبوة ناسفة انفجرت صباحاً قرب مطعم شعبي في منطقة الشعب شمال شرقي بغداد وأوقعت قتيلاً واحداً وسبعة جرحى. وفي الموصل شمال بغداد، قال الفريق جمال محمد في قوات البيشمركة إن الهجمات التي شنتها قواته بالتعاون مع تشكيلات حماية الشعب الكردي في محورّي «خانه سور» و «تربيك» قرب الحدود السورية انتهت بسيطرة قوات البشمركة على مجموعة من قرى المنطقة. وأضاف في بيان أنه تمت السيطرة على الطريق الإستراتيجي الذي كان يسلكه مسلحو تنظيم «الدولة» لنقل الذخيرة والمقاتلين من قواعده في سورية إلى بلدة سنجار التي تدور فيها المعارك بين الجانبين منذ نحو ثلاثة أشهر. وقال رشاد خضر مسؤول تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في مخمور إن عناصر «داعش» انسحبوا من قاعدة القيارة القريبة من مخمور بعد تكبدهم «خسائر جسيمة» إثر غارات طائرات التحالف على مواقعهم هناك. إلى ذلك، رحّب السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز بنفي رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي الأنباء التي تفيد بقيام طائرات أميركية بدعم عناصر «داعش» بالأسلحة، واعتبر إن «هذه المزاعم تخدم داعش». وعقد وزير الدفاع خالد العبيدي مع السفير جونز اجتماعاً بحث في تطورات الأوضاع الأمنية، ونقل بيان للوزارة إن الاجتماع «ناقش العملية الناجحة التي تقوم بها القوات العراقية في البغدادي بمساندة الحشد الشعبي وأبناء العشائر وبإسناد جوي من قبل طائرات التحالف الدولي». ونقل البيان عن السفير الأميركي قوله إن «ما صرح به وزير الدفاع وقبله رئيس الوزراء حيدر العبادي في شأن أنباء قيام طائرات اميركية بدعم داعش تفنّد كل الإشاعات بهذا الخصوص»، وأضاف إن «هذه الإشاعات ليس لها أساس من الصحة وهي خطيرة كونها تخدم الأشخاص الذين يساندون داعش».