بعد سنتين على اختيار رواية «القندس» (دار الساقي) للكاتب السعودي محمد حسن علوان ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية (2013)، صدرت ترجمتها الفرنسية عن دار «سوي» في باريس، وقد أنجزتها المترجمة المعروفة ستيفاني دوجول. وقد جذبت هذه الرواية انتباه الصحافة الفرنسية إليها، بحيث أشادت بها جريدة «لوموند»، التي أثنت على لعبة الرمز التي استخدم فيها الكاتب رمز الحيوان في سبيل فهم أعمق لواقع الإنسان وحقيقته. تنطلق أحداث الرواية وتنتهي في مدينة بورتلاند الأميركية، حيث اختار بطل الرواية العيش، بعيداً عن أهله ووطنه. لكنّ منفاه الاختياري لا يمنحه طمأنينة كان يبحث عنها طويلاً، فيجهد باحثاً عنها في صيد الأسماك مرّة، وفي التسكّع في الحانات مرّات أخرى. غالب، الرجل الأربعيني، وهو كائن مأزوم، هاربٌ من ماضيه الكئيب، إلى أن يُقرّر البحث عن بداية جديدة لحياته. لكنّ صدفة تضعه، وهو على ضفاف نهر ويلاميت، وجهاً لوجه أمام مخلوق غريب، بأسنانه الكبيرة وذيله المسطّح. إنّه القندس الذي يُوقظ فيه ذكريات كثيرة عن عائلته ووطنه ومجتمعه. فيغدو هذا الحيوان البرمائي الغريب، على امتداد الرواية، صورة مصغّرة عن مجتمع تركه خلفه. بل وأكثر من ذلك، يتحوّل القندس إلى مرآة يرى البطل نفسه فيها. «القندس» هي الرواية الرابعة لمحمد حسن علوان (مواليد الرياض 1979) بعد «سقف الكفاية»، و»صوفيا»، و»طوق الطهارة».