يبدو أن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» نجح أخيراً، في تقريب الفنانين والشخصيات العامة في العالم العربي من الجمهور. وبالتالي بدأ يلعب دوراً بارزاً في إثارة نقاشات مهمة أو في تقريب وجهات النظر أو حتى تعميق الانقسامات، سواء في عالم السياسة أو في العالم الفني. وعلى رغم أن نشأة «تويتر» تعود إلى نهاية 2006، فإنه لم يستحوذ على اهتمامات منطقتنا إلا بعد ما عرف ب «الربيع العربي»، الذي لعبت فيه مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها «تويتر» و «فايسبوك» عاملاً أساسياً لنقل الأخبار والصور وأفلام الفيديو والتواصل بين الناشطين السياسيين والاجتماعيين في أسرع وقت ممكن. وهذا ما دعا السلطات في مصر وسورية وتونس، إلى قطع الانترنت في عزّ احتدام «المعارك» الثورية، بعدما اكتشفت حجم التأثير الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي، على الحراك السياسي والمجتمعي. بالنسبة إلى النجوم العرب، يعتبر عدد مستخدمي موقع «تويتر» قليلاً ومتفاوتاً من حيث استخدامهم. ربما يعود ذلك إلى ثقافتهم التي تبتعد عن استخدام تكنولوجيا التواصل الحديثة أو الى طبيعة شخصياتهم التي تميل إلى الغموض والبعد من الظهور الإعلامي. فمنهم مَن يعتبر أن «تويتر» يتطلب منهم وقتاً طويلاً ليكونوا على تواصل مستمرّ مع جمهورهم، وخصوصاً لناحية إعلامه بتفاصيل حياتهم الشخصية اليومية، وتحركاتهم. الأمر الذي قد يُعرّضهم لوابل من الأسئلة الشخصية التي هم بغنى عنها، خصوصاً عندما تسبّب لهم إحراجاً. لذلك يكتفي معظم الفنانين العرب بكتابة تغريدة أقرب إلى الخبر الصحافي، على فترات متباعدة، مثل عمرو دياب. ولو تتبعنا أشهَر النجوم العرب ممن أنشأوا حسابات على «تويتر»، نجد أن هيفاء وهبي هي السباقة إذ فتحت حسابها في 14 شباط (فبراير) 2009، ووصل عدد متتبعيها الى 521 ألفاً، وتتفوق كذلك في عدد تغريداتها الذي تجاوزت 11 ألفاً! ويأتي عمرو دياب بعدها (11/6/2009) بنحو 538 ألف متتبّع، ثم الممثلة هند صبري (17/6/2009) مع 389 ألف متتبّع، ويليهم راغب علامة (9/7/2009) مع 402 ألف متتبّع. غير أن إليسا التي فتحت حسابها على «تويتر» في 6 نيسان (أبريل) 2011 تتقدمهم جميعاً في التفاعل النشِط مع متتبعيها بشكل يومي مع 821 ألف متتبع، فتخبرهم عن تحركاتها وأخبارها. أما نانسي عجرم، فبنت من خلال «تويتر» علاقة محبّبة مع متتبّعيها (521 ألفاً) على رغم أنها من أحدث الوافدات (21/1/2012). ومن حيث التغريد والتواصل الدائم مع مجتمع «تويتر»، نجد أسماء أخرى حريصة على ذلك مثل يارا ونوال الزغبي وسيرين عبدالنور وكارول سماحة. وتعتبر المطربة الإمارتية أحلام التي دشنت حسابها في الخامس من أيلول (سبتمبر) 2011، الأولى بين الفنانين العرب من حيث عدد المتتبعين الذي تخطى المليون. وإضافة الى تغريداتها المكثّفة والتي وصلت الى 18 ألفاً، تعتبر صاحبة أغنية «قول عني ما تقول» أشرسهم على «تويتر» لناحية المعارك التي تخوضها مع زملائها الفنانين مثل المغنية شمس. ويصل الأمر أحياناً إلىتوجيهها انتقادات حادة ولاذعة ليس لزملائها فحسب، بل للمتتبّعين إذ «تتشابك» التغريدات بشكل عنيف... ومن بين الأسماء التي تثير علامات استفهام على «تويتر»، الفنان تامر حسني الذي دشن حسابه مبكراً في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2010، ويصل عدد متتبعيه إلى 900 ألف. ولكنه لا يحمل ميزة «فيرفايد»، وهي توثيق الحساب من جانب «تويتر» بعلامة زرقاء لمنع الالتباس مع حسابات أخرى وهمية، الأمر الذي يفتح الباب للتحقّق من خبر شراء بعض النجوم لمتتبعين! وعلى صعيد الشخصيات العامة، يأتي في الطليعة الملكة رانيا العبدالله (أكثر من مليوني ونصف مليون متتبّع)، والدكتور محمد البرادعي الذي دشن حسابه في الثالث من شباط (فبراير) 2010 ووصل عدد متتبعيه إلى مليون و200 ألف، والرئيس المصري محمد مرسي (أكثر من مليون متتبع) والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (مليون و440 ألف متتبع تقريباً)، والشيخ محمد العريفي (أكثر من 3 ملايين متتبع). في النهاية يمكن القول إن تغريدات «تويتر» كشفت أكثر ما أخفت عن شخصيات النجوم والشخصيات العامة، لأنهم في أحيان كثيرة لا يضبطون تغريداتهم التي تكشف الكثير عنهم.