تشير إحصاءات وزارة الصحة السعودية إلى أن نسبة المدخنات في السعودية بلغت 6% من إجمالي عدد المدخنين. وتدخن الفتيات "السيجارة" بشكل سري، وبعيداً عن أعين عائلاتهن أو أزواجهن كما لا تجد أخريات حرجاً في أن يدخن في دورات المياه، أو استغلال غياب بعض أفراد الأسرة لفتح نافذة في المنزل ونفث دخان سجائرهن، وفق ما نشرته صحيفة "الحياة" بطبعتها السعودية. وقالت فاتن - مدخنة منذ 7 سنوات - إن زوجها كشفها للمرة الأولى وهي تدخن داخل غرفتها، ما جعلها تعطي وعوداً بالإقلاع عن التدخين الذي تجده متنفساً حقيقياً لضغوط الحياة التي تمر بها، في مقابل ألا يصل الخبر إلى والدها وأشقائها، فيما تخفي سجائرها بين أغراض خادمتها التي تعد "مكاناً آمناً" لا يقترب منه زوجها.
توافر المقاهي في جدة وتجد فاتن في سفرها إلى مدينة جدة حرية أكبر من بلدتها في إحدى ضواحي منطقة جازان، حيث تتوافر المقاهي التي تسمح بالتدخين والنرجيلة بنكهات متنوعة. فيما تدخن نوف الغامدي صاحبة 22 ربيعاً سيجارتها من نافذة غرفتها، حيث تستغل فترات الصلاة عندما يذهب والدها إلى المسجد، وتبقي النافذة مفتوحة حتى لا تعبق الغرفة برائحة الدخان. وترفض أسرة نوف مبدأ تدخين الفتيات، وتعدّه عاراً وفضيحة اجتماعية. أما الطالبة نور، في الصف الثاني ثانوي، فتخبئ سيجارتها التي منحتها إياها ابنة خالتها داخل كتاب مادة الرياضيات، وتروي أنه ذات يوم دخل والدها غرفتها فجأة وفتح الكتاب ليطلع على المنهج، ولما وضع يده على سيجارتين بادرها بنظرات غضب وسؤال اندهاش: «ما هذا؟»، أجابته ببرودة: «طبشور»! وانتهى الأمر. مجرد عبث ولهو شيطاني وتقول نور إنها ليست مدمنة ولا تريد ذلك، قائلة "هو مجرد عبث ولهو شيطاني سيذهب مع الأيام، ويصبح من الذكريات". وكانت السلطات السعودية قد أصدرت قراراً بمنع التدخين في الأماكن المغلقة، بما فيها المقاهي، فيما لجأت بعض صالونات التجميل إلى توفير النرجيلة بغية جذب أكبر عدد ممكن من الزبونات.