أكدت وزارة الصحة أنه لا تتوافر حالياً معلومات واسعة عن فيروس كرونا، مرجعة السبب في ذلك إلى محدودية انتشار الفيروس، مبينة أن اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية تعكف على جمع المعلومات ورصدها من خلال الحالات المكتشفة بهدف التعرف على طرق التشخيص. وطمأنت الوزارة المواطنين والمقيمين من أن الفيروس لا يشكل خطراً، مشيرة إلى أنه لا يدعو للقلق والتخوف منه، كما لم يثبت حتى الآن انتقاله من شخص إلى آخر، مؤكدة أن الحالات التي اكتشفت إصابتها بهذا الفيروس في العالم تعد "فردية لا تزيد على ثلاث حالات على مستوى العالم"، متوقعة ألا يشهد فصل الشتاء تسجيل أية حالات مصابة بالفيروس. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده أمس، الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للصحة العامة رئيس اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية، أكد فيه أن الحالات المكتشفة "فردية"، وأن جميع مستشفيات السعودية لم تسجل إصابة أي طفل بالفيروس. وأكد أن 90 في المائة من نتائج الفحوص سليمة، وفي حال الاشتباه في أي مريض يتم عزله في غرفة خاصة مجهزة، ويتم فحصه على الفور وإرسال العينات إلى المختبر المركزي في جدة وإبلاغ لجنة مخصصة لذلك، معتبرا أن جميع الحالات التي رصدت "فردية، وأن الوزارة تقوم باتخاذ الإجراءات الاحترازية، على الرغم من أن هناك غموضا في مسببات الفيروس ولا تزال الحالات تعرض على اللجنة". وأشار ميمش إلى أن وزارة الصحة بدأت في عملية رصد وبائي في جميع مستشفيات السعودية، مؤكدا أنه لا يتوقع زيادة في الإصابة بفيروس "كرونا" في فصل الشتاء، إذ إن أول حالة اكتشفت في السعودية منذ خمسة أشهر. وأوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة ورئيس اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية أن السعودية تنسق مع الهيئات الصحية الدولية ومنظمة الصحة العالمية لمتابعة آخر المستجدات حول جميع الفيروسات، التي تستجد على الساحة الصحية، مفيداً أن وزارة الصحة لديها لجنة وطنية مشكلة من نخبة من الاستشاريين المتخصصين يمثلون جميع القطاعات الصحية تتابع من كثب جميع التطورات والمستجدات على مستوى العالم، لاتخاذ التدابير الوقائية لحماية المواطنين والمقيمين في السعودية. وأشار إلى أن اللجنة ومن خلال دراسة الحالات المكتشفة تبين لها أن هذا الفيروس من الأنماط الجديدة، ولا يشكل خطورة كبيرة وتم الاتفاق مع الكوادر الطبية المعالجة في حال الاشتباه بأية حالة التواصل مع الوزارة على الفور، وتطبيق الإجراءات العلمية والطبية المهنية المتعارف عليها دولياً، لافتا النظر إلى أن معظم من يصاب بهذا الفيروس يتماثل للشفاء بعد تقديم العلاج الداعم المناسب لمثل هده الحالات، أسوة بالفيروسات المسببة للالتهابات التنفسية مثل الأنفلونزا الموسمية وغيرها. وأكد أن السعودية تمتلك خبرات متراكمة وإمكانات بشرية مؤهلة ومتخصصة بمختلف القطاعات الصحية ومختبرات متطورة، مما يساعد على اكتشاف الحالات في مراحل مبكرة ويسهل التعامل معها وعلاجها، مبيناً أن الوزارة مستمرة في متابعتها لمستجدات الوضع حول هذا الفيروس بالتنسيق مع المنظمات والهيئات الطبية الدولية والإقليمية. فيما بيّن الدكتور علي بن منصور البراك عضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية، أن أبرز الأعراض تتمثل في وجود حالة التهاب رئوي مؤكد إكلينيكياً وبالأشعة السينية، وارتفاع درجة حرارة بما يزيد على 38 درجة، مع احتقان بالحلق وسعال، مع التأكد من عدم وجود مسبب آخر مثل الأمراض المزمنة، مفيداً بأن هذه الأعراض تم تعميمها من قبل اللجنة على جميع المستشفيات في السعودية للتعرف على الحالات بسهولة وبشكل علمي. من جهته، أكد الدكتور فهد الربيعة استشاري الأمراض المعدية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أنه لا يوجد تخوف من قبل اللجنة العلمية من انتشار الفيروس أو ازدياد الحالات، كما أن الحالة التي سجلت لمواطن سعودي مقيم في الرياض ولم يسافر خارج منطقة الرياض، وأن الفيروس لم يثبت انتقاله بين الأشخاص. إلى ذلك، أوضح الدكتور سامي بن حسين حجار الاستشاري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عضو اللجنة، أنه لم يتم تسجيل حالات إصابة بين الأطفال، مشيراً إلى أن أعراض الفيروس تتشابه مع أعراض الزكام وأنه لا يوجد علاج نوعي، بل يتم إعطاء العلاج المساعد، لافتا إلى أنه لا تتوافر حالياً معلومات واسعة عن المرض بسبب محدودية انتشاره، مبيناً أن اللجنة تعكف على جمع المعلومات ورصدها من خلال الحالات المكتشفة بهدف التعرف على طرق التشخيص.