في الوقت الذي تهب فيه رياح البادية الأردنية السورية والمحملة بالأتربة والغبار على اللاجئين السوريين في مخيم «الزعتري» في محافظة المفرق الأردنية بالقرب من الحدود مع سورية لتضاعف من معاناتهم وآلامهم، تأتينهم «نسمات» المعونات السعودية لتخفف عن معاناتهم. وعبّر اللاجئون عن فرحتهم وامتنانهم إلى خادم الجرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والشعب السعودي على الدعم السخي لهم، والمتمثل في معونات «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية»، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها. كما لا يفوّت هؤلاء اللاجئين الفرصة للحديث عن معاناتهم، طالبين من الصحافيين - ولا سيما السعوديين - نقل الصعوبات التي يواجهونها في المخيم، لتوفير خدمات أكبر فيه. المسنة أم أحمد انطلقت إلى الوفد السعودي وهي تحمل ابنتها المشلولة ياسمين البالغة من العمر 5 أعوام، وقالت : «تركت منزلي في مدينة حمص مدمراً، بعد أن قتلت عصابات الأسد زوجي وإخوتي، ودفعت مبالغ طائلة للهروب من «جحيم» الأسد وشبيحته». وأضافت: «بعد أن فررنا من ذلك الجحيم الذي واجهناه في وطننا، نفاجأ بأننا محاصرون في مخيم وسط الصحراء لا تتوافر فيه أبسط الحاجات الضرورية». وأشارت إلى عدم وجود الكهرباء والمياه الباردة، ولا سيما في هذه الأجواء الحارة، وأوضحت أن أكثر معاناة يواجهها اللاجئون في المخيم هي الأتربة والعواصف التي تهب عليهم يومياً في المخيم الصحراوي. وقال محمد - وهو من أهالي حمص - إنه عانى كثيراً حتى وصل إلى مخيم «الزعتري»، وأضاف: «دفعت 15 ألف ليرة سورية للتوجه من محافظة حمص حتى محافظة درعا، وحين وصلت إلى هناك كان ينبغي أن أدفع مبلغاً آخر قدره 10 آلاف ليرة لتهريبي إلى الأردن عبر شريط ضيق، لكنه محفوف بالمخاطر». وزاد: «حين وصلنا إلى محافظة درعا وصلنا إلى بلدة تل شهاب انضممت إلى مجموعة مكونة من 50 رجلاً وامرأة وطفلاً، وكان علينا عبور السهل الذي يفصل بين الحدود السورية - الأردنية». مشيراً إلى أن عناصر من الجيش السوري الحر ساعدوهم في عبور الطريق في الليل، وقال: «حين توجهنا صوب الحدود الأردنية فوجئنا بإطلاق نار من جنود سوريين، وهو ما دفع أفراد المجموعة للتفرق، إذ ركض بعضهم بأقصى ما يستطيع لتجاوز مسافة 100 متر يتخللها شريط شائك للوصول إلى الجانب الأردني، في حين زحفت أنا وعائلتي لتفادي طلقات الأسلحة السورية». وفي السياق ذاته، يتواصل تدفق المعونات العينية والغذائية على اللاجئين السوريين في الأردن، وقال مدير مكتب الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية في عمّان سعد السويد : «تم البدء منذ أكثر من عشرة أيام في توزيع المعونات السعودية على اللاجئين السوريين في الأردن، وتمثل ذلك في القافلة الأولى وعددها 43 شاحنة، وتواصلاً مع هذا التوجه بدأت عملية التوزيع في مخيم الزعتري». _ _ _ _ توزيع ثلاثة آلاف سلة غذائية
أوضح سعد السويد أنه «تم توزيع السلة الغذائية وسلة الطفل والحقيبة الصحية وعددها ثلاثة آلاف سلة بمعدل 3 سلال لكل أسرة». وأضاف أن السلة الغذائية تحتوي على مواد غذائية للأسرة من ضمنها الرز والسكر والشاي والمكرونة والمعلبات ومعجون الطماطم وزيت الطبخ وزيت الزيتون والمعلبات والعصائر والأجبان ومستلزمات المطبخ، فيما تحتوي سلة الطفل على حليب الأطفال والسيريلاك والعصائر وغيرها، أما السلة الثالثة فهي الحقيبة الصحية فتشمل المنظفات والمطهرات والصابون والشامبو ومساحيق غسيل الملابس ومستلزمات النظافة. وقال إن الحملة توزع المساعدات بشكل مباشر على اللاجئين المستفيدين من هذه المساعدات في مخيم الزعتري، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية والمفوضية السامية لشئون اللاجئين والقائمين على المخيم. وأثنى على الجهود التي تقوم بها الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية، مثمناً للهيئة قيامها بإشراك كوادرها بعملية التعريف بمواقع توزيع المساعدات. وكشف السويد عن وصول قافلة جديدة من 37 شاحنة ترافقها عيادة طبية متنقلة مع ما يلزم من الأدوية والمستلزمات الطبية، موضحاً أن الحملة ستفتتح عيادتين ثابتتين في المخيم الأولى للنساء والثانية للرجال بطاقم طبي سعودي.