يتداول نشطاء الثورة السورية ومتابعوها على شبكات التواصل الاجتماعية، طابعاً بريدياً يحمل صورة لشباب «تنسيقية أحياء دمشق»، عامر مطر وشادي أبو فخر وآخرين، وهو من نتاج صفحة «طوابع من الثورة السورية» على «فايسبوك» التي تعتبر مساحة للفن والثورة. وحازت الصفحة إعجاب عشرات الآلاف من السوريين الذين يزورنها يومياً ويتشاطرون نتاجها الفني على صفحاتهم، حتى غدت أحد المنابر الإعلامية الفنية للثورة السورية. يقول المسؤول عن الصفحة (فضّل عدم ذكر إسمه لضرورات أمنية) إن الطابع هو شكل من أشكال السلمية باعتبارها فناً. وبدأت الفكرة حين كان يبتكر مجموعة من الطوابع لبعض مشاريع الثورة، فوجد أن التأثر والتأثير عبر تَشارُك الطوابع، يسبقان أي خطاب للتأثير في توجهات الآخر «الافتراضي»، وإيصال الرسالة المبتغاة ببساطة وعفوية تميل إليهما الفئة المستهدفة فنياً. ويضيف: «فكرة الطوابع كانت نتيجة تجارب قمت بها في إنشاء مجموعة من الصفحات الناشطة على «فايسبوك»، فوجدت أن الطوابع هي الأكثر تأثيراً بين الصفحات الأخرى التي أشارك فيها، لعلاقتها بأحداث الثورة السورية». ويهدف هذا المشروع الاعلامي الى «توثيق من ساعد في استنهاضها وإن بقول كلمة». ويعتبر القيّم على الصفحة أن الثورة السورية هي ثورة «حرف ودم ضد الاستبداد، وكما أن الاستبداد فعل لا ينتمي سوى الى القمع والتسلط، فإنّ الثائرين ضد المستبد ينتمون الى موزاييك المجتمع. وتعني فكرة لمّ الشمل وتجميع كلّ الأسماء والمناطق أن لا تفريق بين الثوار، لا دينياً ولا طائفياً ولا عرقياً». ويرى أن «فايسبوك أضحى من وسائط الإعلام الفعالة ووسيلة للنقل الذي تمنعه الأنظمة القمعية، لمنع وصول أصوات التغيير الشعبية الى العالم الخارجي. والنظام في سورية خلال الثورة ليس استثناء، لذلك يجب الحرص على التواصل مع هذا الوسط الافتراضي الذي يلعب دوراً ايجابياً». ويضيف أن «الثورة في مضامينها ذات أبعاد إنسانية، وتسعى الى محاربة فنون الموت للحصول على حياة مملوءة بالحب والكرامة والحرية، وليس هناك أداة أجدى من الفن لتحميله رسائل الرقي والإنسانية المعبرة عن القيمة والتفكير الاخلاقي للثائرين، وإعطاء صورة فنية راقية سلمية بأن الطوابع هي نتاج الثورة». ولا يكون انتقاء الاشخاص والأحداث مواضيع الطوابع اعتباطياً، بل مبنياً على أسس جوهرية وموضوعية. والأشخاص الذين يكونون موضوع الطابع، يجب أن يكونوا مؤثرين في حياة الناس، ولهم قدرة على التأثير لتحقيق التفاعل بين الطابع والمتلقي. ويقول القيّم على الصفحة: «يجب إزالة حواجز الاختلاف بين البشر، لذا نجد طابعاً لشيخ مؤمن، وطابعاً لفنان ملحد وطابعاً لجغرافيا معينة وطابعاً لرمز معين». ومن أهم الأهداف «إخراج بعض الفاعلين من فنانين ومثقفين عن صمتهم عبر التنبيه الدائم إلى أن الثورة ستحصد نتائج ويجب أن يشارك فيها الجميع». * أحمد صلال