قال الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العبد القادر مدير مركز الأمير سلطان للقلب في الأحساء، إن انقباضة واحدة للبطين الأيسر في القلب لإحداث دورة كاملة في الجسم تحتاج إلى طاقة لرفع 100 رطل لارتفاع 1600 متر. وذكر أنه من الناحية الفيزيائية الحيوية ينتج مع كل انقباضة للقلب كمية من التيار الكهربائي تصل إلى 21/2 فولت تبلغ جميع أطراف الجسد قبل وصول الدم لها، ومن الناحية الكهرومغناطيسية ينتج هالة ضخمة نابضة مع كل نبضة قلبية من (6 - 12 قدما)، وسحابة ضخمة من الترددات تحمل الرسائل لمجالات الطاقة الأخرى بدءاً بالقلوب المحيطة وانتهاءً باللانهاية، مشيراً إلى أن القلب وسيط للتأثر والتأثير مع المجال الكهرومغناطيسي الضخم للكواكب في المجرة. وهو المولد الأكبر للطاقة في الجسم. وأوضح العبد القادر في محاضرة نظمت في نادي الإحساء الأدبي بعنوان «القلب ملك الأعضاء سيمفونية الحياة ورنين الكون»، أن المعدل الطبيعي لنبض القلب يراوح بين 80 و100 نبضة في الدقيقة. ولفت إلى أن الدورة الدموية التي يطلقها القلب البشري في شرايين الإنسان التي يبلغ طولها 100 ألف كيلو متر تبلغ ثلاث دورات في الدقيقة الواحدة وهو ما يعادل محيط الأرض أربع مرات. وتطرق إلى رأي علماء التشريح في أن القلب يملك مخه العصبي ذا التعقيد الكبير الذي يشابه بصورة كبيرة المخ الموجود في الجمجمة ويستخدم نفس النواقل العصبية والبروتينية. في حين أن هناك كمية ضخمة من الرسائل التي يبعثها القلب لباقي أعضاء الجسد وعلى رأسها الدماغ الذي بدوره يبادل القلب رسائل عصبية وهرمونية مهمة لكن تبقى الهيمنة للقلب وأنه يمثل موقعه الاستراتيجي في الصدر وهي منطقة توجيه مثالية للسيطرة على باقي الأعضاء، مشبهاً القلب بالملك الذي يصدر أوامره وعلى أساسه يتحرك الوزراء. وأكد أن نبض القلب في حال الطمأنينة يؤثر على الصفاء الذهني وقدرة صناعة القرار وانسجام عمل الأعضاء، ويبعث كمية ضخمة من الرسائل تفوق ما يرسله الدماغ للقلب، وتتركز إرساليات القلب للدماغ في مراكز التخطيط الاستراتيجي وسرعة الاستجابة والتنظيم الذاتي. وكشف ب «الرسوم البيانية» كيف يتأثر القلب بمشاعر صاحبه حين يعاني من ضغوط الحياة اليومية. وعرض الدكتور خلال المحاضرة صوتاً لأزيز الأرض المشابهة لنبضات قلب الإنسان بعد أن ضُخم حتى وصل إلى درجة السماع البشري مؤكداً تأثير هذا الأزيز على نبضات القلب البشري، مفيداً بأنه قام بتسجيله من معهد الرياضيات القلبية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان الدكتور عبد الله آل عبد القادر قد استعرض القلب عند الحضارات الإنسانية من صينية وفرعونية وإغريقية، كما استعرضها من ناحية إسلامية، مؤكدا تعريف الإمام أبو حامد الغزالي بأنها: «لطيفة روحانية ربانية بهذا القلب في الجسماني تعلقاً وصولا إلى ما وصلت إليه الثورة الطبية التقنية في القرن العشرين وهي أن القلب البشري عبارة عن مضخة للدماء تتسم بالدقة والتعقيد في الأداء، وأن ذلك نتيجة تفشي الفكر المادي المتجذر الذي انعكس على جميع المعارف بما فيها المعارف الإنسانية والمعتقدات الدينية». واعتبر الدكتور آل عبد القادر العام 1991م وما تلاه بداية بزوغ فجر جديد ونقطة التقاء مهمة جداً بين الثقافات والمعارف البشرية ما قبل القرن العشرين مع ذروة الهرم العلمي التقني الداعي لعودة القلب البشري إلى عرشه ملكاً لأعضاء الجسد وعوالم أخرى جديدة. أما العام 2002-2005م فهي رحلة استجماع الفكر ومراجعة الذات والتواصل مع عدد قليل جداً من العلماء الغرب والمراكز البحثية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وولادة سلسلة من المؤتمرات العالمية المعنية بعلوم طب القلب المتقدمة ومحور فكرها هيمنة القلب على باقي الأعضاء. ونظمت المحاضرة في ختام الأنشطة الصيفية تحت رعاية خالد البراك وكيل محافظة الأحساء وقام بإدارتها وتقديمها الدكتور ظافر الشهري رئيس مجلس إدارة النادي.