لم يعد شهر رمضان موسم العبادات فقط، وحتى لم يعد يقتصر على الدراما، فكم الأعمال الدرامية الذي يعرض في هذا الشهر جعله شهر مختلف في كل شيء، كما أن نمطه اليومي من حيث العمل طوال اليوم وتجمع الأسر كلها في نفس الموعد لتناول الطعام، جعل من هذا الكم من المشاهدين للتليفزيون صيد ثمين لشركات الإعلانات والسلع المختلفة. وكطبيعة المنافسة التي تزداد سخونة كلما زاد عدد المتنافسين، فمنافسة هذا العام ملتهبة ربما أكثر من حرارة الجو التي جعلت الصيام أكثر صعوبة والاستلقاء أمام التلفزيون أكثر لذة.
وتتنوع الإعلانات بين الكوميدي والاستعراضي والاستشهادي والغنائي والتقريري الذي يشرح فقط مزايا المنتج، فتصف الناقدة ماجدة خير الله النوع الأخير بأنه نوع بائد لم يعد يجدي في شئ بين كل هذا الإبداع، وهذا العام تحديدا مثلت الإعلانات بالإضافة إلى هدفها التسويقي عامل مسلي وأحيانا فني، ومن الإعلانات التي حققت رواجا حتى بدأ يتناولها الشباب في تهكماتهم هو إعلان آيس كريم ماكسي بون، وهو من الإعلانات التي وصفتها خيرالله أيضا بأنه نجح بسبب فكرته المبتكرة.
كما أبدت إعجابها بإعلان إتصالات الذي اعتمد على الرسوم المتحركة وأوضحت أنه قدم فكرة جيدة بالإضافة لترويج جيد للمنتج واعتمد على الكوميديا.
وأضافت خير الله أن الإعلان لا يقدم قيمة وإنما هو يخدم منتجه في الأساس، حتى إعلان كوكاكولا الذي يحمل قيمة السعادة إن لم يخدم المنتج ويزيد نسبة المبيعات يعتبر غير ناجح. وهي ترى أن إعلان موبينيل "عشان نكون مع بعض" الذي انضم مؤخرا، لن يقدم إضافة تسويقية إنما فقط سيعتبره الشباب أغنية جميلة أحبوها، لا إعلان ترويجي.
وأوضحت أن الإعلان عندما يكون مبتكرا يلقى نجاحا أكبر، وخاصة إذا كان طريفا كإعلان اتصالات، أما الإعلانات المباشرة فهي تتراجع ولا تجد نجاحا كبيرا. كما أضافت أن فكرة النجوم ليست هي الفكرة الوحيدة الناجحة، بدليل أن حملة بيبسي التي تقدمها دنيا سمير غانم ليست بنجاح حملة العام الماضي، لأنها صارت متكررة، كما أن الحملة التي يظهر فيها أحمد مكي والخاصة بنسكافيه، لم تنجح أيضا على الرغم من أن حملة البنك الأهلي المصري والتي يخرجها مكي نفسه لاقت نجاحا أكبر، ومع ذلك نجد فكرة أخرى تعتمد على النجوم وتنجح، وهي فكرة إعلان فودافون 12 قرش، وهو ما يدل على أن ظهور النجوم من عدم ظهورهم ليس سر نجاح الإعلان بينما الفكرة هي الأهم.
وأكدت ماجدة أن الجمهور وجد في الإعلانات المميزة وخاصة الاستعراضي منها عوضه عن الفوازير الرمضانية التي اختفت والتي كانت تزخر بالاستعراض، وذكرت أن أهم هذه الإعلانات هو إعلان يونيفرسال.
ومن الإعلانات التي قيمتها خير الله بالأداء السييء كانت حملة بيريل وقالت عنها أنها تركز على الرجال فقط وبذلك تخسر الشركة فئات كبيرة من الجمهور، تتمثل في النساء والأطفال، وهو ما اعتبرته غباء تجاري.
أما في استطلاع الآراء الذي قمنا به فكانت أكثر الإعلانات التي تحوز على إعجاب الشباب هي على الترتيب " إعلان ماكسيبون، إعلان اتصالات، إعلان فودافون، إعلان يونيفرسال، إعلان موبينيل، وإعلان سمن روابي"