شخصية الأمير سلمان بن عبد العزيز وحنكته السياسية والمناصب التي تبوأها أكسبته الخبرة والقدرة على تولي المهام الجسام على مستوى الدولة، وهو ما قربه بشكل كبير من أخيه الأكبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي اعتمد عليه في المناصب القيادية الرفيعة أخيراً على مستوى الدولة. سلمان الأبن ال 25 للملك عبد العزيز - رحمه الله، ويعد أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية، والمستشار الشخصي للملوك السعوديين، كما عرف عنه أيضاً مهارته في إدارة الأمور، وكذلك اطلاعه الواسع على التاريخ وشدة حبه وتولعه بهذا المجال كما يذكر المؤرخون. الأمير سلمان بعد أن كان أميرا للرياض عينه خادم الحرمين الشريفين وزيراً للدفاع، بعد وفاة أخيه - يرحمه الله - الأمير سلطان، حيث يشكل هذا المنصب أهمية كبيرة للدولة، وهو يظهر بشكل جلي ثقة خادم الحرمين بأخيه، وقدرته على قيادة وتطوير هذه الوزارة والدفاع عن أرض الوطن بكل اقتدار. الأمر الملكي بتعيين الأمير سلمان ولياً للعهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كان القرار المتوقع بعد رحيل الأمير نايف - رحمه الله، حيث يشكل هذا المنصب ركناً مهماً من أركان القيادة، ويعتمد عليه خادم الحرمين بشكل كبير، باعتباره أصبح النائب له، إضافة إلى مهامه الأخرى. الأمير سلمان ظل دائماً ملازماً لأخيه الملك عبد الله في المناسبات التي يرعاها، وهي شاهد على العلاقة الأخوية الحميمة بينهما، والتي جعلت الملك عبد الله يصطحب عضده في تلك المناسبات ويعتمد عليه بشكل كبير في أمور الدولة. يذكر لولي عهد السعودية الجديد أيضاً حرصه على متابعة شؤون الأسرة المالكة، وقربه من إخوانه، وأبنائه من الشعب السعودي، ومشاركته الاحتفالات والملتقيات التي تقام في المملكة، وهو بذلك يجسد الشخصية الاجتماعية المهمة في البلاد، والمؤثرة على كل المستويات. ولم يكتف بذلك بل ظل خلال فترة مضت يستقبل المواطنين يوميا في قصر الحكم لحل مشكلاتهم، في الوقت الذي عرف عنه العدل وبعد النظر كما عرف عنه دعمه لمشاريع الخير، ورئاسته عددا من الجمعيات الخيرية. الملك عبد الله والأمير سلمان علاقة جمعها الإخلاص في حب الوطن والتضحية من أجله، ومشاركة أبنائه هموهم والسعي في سبيل وصول المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة. لم تغب مسألة الاهتمام بعلاقات السعودية بدول العالم عن ذهن الأمير سلمان، حيث اعتمد عليه إخوانه الملوك في تقوية علاقة بلادهم بتلك الدول من خلال الزيارات التي أجراها لعدد من الدول، واستقباله للوفود التي تزور السعودية ومشاركته في الاجتماعات والمباحثات معهم. ويعتبر السعوديون علاقة خادم الحرمين الشريفين بالأمير سلمان أنموذجاً بارزاً في تاريخ المملكة، وقوة أكبر لقيادة البلاد باقتدار خلال الفترة المقبلة.