رفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أصالة عن نفسه ، ونيابة عن الأئمة والدعاة والخطباء ،وغيرهم من منسوبي المساجد ، والقائمون على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ، ومكاتب الدعوة ، ومنسوبو الوزارة أحر التعازي والمواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في وفاة المغفور له بإذن الله تعالي صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس الأول السبت . جاء ذلك في برقية رفعها معاليه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين استهلها قائلاً : نحمد الله – سبحانه وتعالى – على قضائه وقدره ، ولقد كدرنا نبأ وفاة عضدكم وولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وتغمده برضوانه ، وأسكنه فسيح جناته .. لقد كان لهذا النبأ المفجع بالغ الحزن في نفوس أبناء الشعب السعودي ، وسائر الشعوب العربية والإسلامية والدولية ؛ فقد عرفه الناس قمة شامخة في السياسة والقيادة الحكيمة ، وما حباه الله من تواضع جم وتضحية وقوة في الحق . ومضى معالي الوزير آل الشيخ في البرقية يقول : لقد حملني أبناؤكم الأئمة والخطباء والدعاة ، وغيرهم من منسوبي المساجد ، والقائمون على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومكاتب الدعوة ومنسوبو الوزارة جميعا تعازيهم ومواساتهم في الفقيد الغالي ، وما كاد نعيه يذاع حتى تلقينا برقيات العزاء في سموه من داخل المملكة وخارجها ، وكانوا يشاطرون الجميع الأسى والحزن في هذه الرزيئة المفجعة ، والمصيبة العظيمة التي كان وقعها عظيما على قلوب عموم المسلمين بوفاة رجل خدم دينه ووطنه وأمته . واستعرض معاليه في سياق البرقية بعضاً من أعمال ومآثر الفقيد رحمه الله تعالى : وقال : لقد كانت سيرة الفقيد العطرة حافلة بأعمال البر والخير ، ومناقبه كثيرة ، وكان رحمة الله بعيد النظر بما يملكه من رؤية ثاقبة وحنكة وسياسة ، وهو رجل المجتمع القريب من أبناء الشعب ، أرسى دعائم الأمن ، وكان سدا منيعا للوطن ومكافحاً للغلو والإرهاب قاهرا لأهله بالحكمة والمعرفة وحسن التصرف ، كما أهتم بمن ضحى من أبناء هذه البلاد وقام بكفالتهم ، وداعيا إلى كل خير ووئام ، ولقد أوتي رجاحة في العقل والحكمة ، وتواضعاً وصبرا ، وجبله الله على كثير من الخصال الحميدة ، ولقد امتدت أياديه البيضاء إلى خدمة السنة النبوية عبر الجائزة التي أنشأها سموه ، وأنشأ الكراسي العلمية في الجامعات ، وكان داعما لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وللمكاتب الدعوية ..وكان لتوجيهات سموه السديدة ودعمكم الكريم أيدكم الله بعد الله تعالى بالغ الأثر في أداء الوزارة لرسالتها ممثلة في بيوت الله ، والدعاة وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ، وكافة الجهات التابعة لها وفي تطوير أدائها . واسترسل معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ يقول : إن المشاعر التي عبر عنها الأئمة ، والخطباء ، والدعاة أظهرت ما يكنه أبناؤكم من محبة وتقدير لولاة الأمر ، وشكرهم لما قدم لهم ، وليس ذلك بمستغرب من قيادينا الحكيمة التي تعمل ليل نهار في الإسلام والمسلمين ، انطلاقا من استشعار المسؤولية ومكانتها الريادية كون بلادنا مهبط الوحي ، ومنطلق الرسالة ، ومحضن الحرمين الشريفين ، مهوى أفئدة المسلمين ، وقلب العالم الإسلامي . وخلص معاليه إلى القول : والعزاء في سموه أنه ترك في جبين التاريخ صفحات مشرقة تجدد ذكره على مر الليالي والأيام ، ونبراسا هادياً مضيئاً لدروب الخير لمن بعده من الأجيال .. رحم الله الفقيد الغالي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ، وأسبغ عليه شآبيب رحمته ، وجعل قبره روضة من رياض الجنة ، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان ، والحمد لله على قضائه وقدرة : { إنا لله ,إنا إليه راجعون } .