أختتم معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى الخامس عشر (كن داعيا) الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمركز المعارض بمدينة الباحة فعاليات زيارة النساء التي استمرت خمسة أيام منذ يوم الأحد الماضي وحتى نهاية اليوم الخميس الرابع والعشرين من شهر رجب 1433ه، وكان إقبال النساء شديداً في هذا اليوم الأخير لرغبتهن في مشاهدة هذا المعرض الدعوي الإسلامي الذي تم تنظيمه لأول مرة في المنطقة وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة يوم الثلاثاء الخامس عشر من الشهر الجاري . وأنهى المعرض فعاليات أيام زيارة النساء بإحصائية عظيمة من الزائرات بلغت ما يقارب (560ر13) زائرة بتنوع الفئات العمرية نساء أطفال وكبيرات في السن من جنسيات مختلفة ، وزائرات من خارج المنطقة . ليصل عدد الزائرات النساء في جميع أيام المعرض {122ر47} زائرة ؛ وليصبح بذلك إجمالي عدد زواره من الرجال والنساء قبل يوم من اختتامه (773ر69) زائر وزائرة . مع نهاية ساعات آخر أيام معرض وسائل الدعوة إلى الله الخامس عشر { كن داعيا } وأثناء تكريم عضوات اللجان النسائية المشاركة والمنظمة للمعرض تم إشهار إسلام إحدى الوافدات من الجنسية الفلبينية بمساعدة ودعم وفضل بعد الله من الدكتورة ليلى المشرفة المسؤولية عن جناح توعية الجاليات بشرق جده . وأعلنت الشهادة بتلقين من إحدى الأخوات , وعلى الفور أعلنت تغيير اسمها من { سالي } إلى {سارة} ، فقد كانت لحظات لا تنسى تحفر أحداثها في الذاكرة ويترنم الفؤاد ألما لانتهاء أسمى وابرز فعالية تمت بالمنطقة وتقوي وتنمي أساليب الدعوة الى الله . ففي هذا اليوم الأخير للنساء ألقت الداعية نوال بنت عوض الهلالي محاضرة بعنوان : { العلاقة الزوجية في ضوء الشريعة الإسلامية } تحدثت فيها عن الزواج كونه نعمة من اجل النعم وآية من ايات الله التي تدل على كمال عظمته وحكمته قال تعالى : { ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } . وبينت المحاضرة أن العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة سنة الهية وغريزة أودعها الله في الجنسين الذكر والأنثى واللذان يشكلان الركيزتين الاساسيتين لهذه العلاقة ولهذا لم يترك الشارع الحكيم هذه العلاقة بدون توجيه وبيان لما يجب على كل طرف نحو الآخر ، كما انه لا يستطيع احد ان ينكر ان العلاقة الزوجية نعمة من نعم الله وميزة فالمسألة ليست تفسدا كتفاسد الكلاب ، بل هي علاقة تنبني على التفاهم والوفاء فلا يصح للإنسان ان يصرفها كيف يشاء بعيداً عن توجيه رازقها ومعطيها المولى عز وجل. وشددت الداعية نوال الهلالي على إن من حق الزوجة على زوجها إيفاء المهر والإنفاق علليها ووقايتها من النار كما قال تعالى :{ يا ايها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً } وأيضا من جملة الحقوق ان يغار عليها في دينها وعرضها ، فالغيرة من صفات الرجل الشهم الكريم ، ثم أشارت إلى جملة من الحقوق للزوج على زوجته وهي طاعته بالمعروف وان تطيعه فيما يأمرها به في حدود استطاعتها وأيضا المحافظة على عرضه وماله ومراعاة كرامته وشعوره ، وقيامها ببر أهله وإلا تخرج من بيته إلا بإذنه حتى ولو كان ذهابها الى زيارة اهلها , وأيضا ينبغي لها ان تشكر له ما يجلب لها من طعام وشراب وثياب وغير ذلك مما هو في قدرته وتدعو له بالعوض والإخلاف . بعد ذلك ذكرت الداعية جملة من الحقوق المشتركة بين الزوجين اجملتها في التعاون على جلب السرور وعلى طاعة الله واستشعارهما بالمسؤولية وعدم إفشاء الأسرار، كما تحدثت الداعية نوال عن الكلام العاطفي ، وتضمين الكلام بمفردات الحب والألفة والاحترام المتبادل والدعابة والابتسامة الحانية واحترام الافكار والتوجيهات والمشاعر وتبادل الهدايا بين الطرفين فهي تعزز المودة وتدرأ الضغينة حيث اوصى الرسول الكريم بالتهادي وإنها سبب لجلب المحبة : { تهادوا تحابوا} . كما تناولت الحديث عن الغيرة ولكن بصفتها المحمودة فبعض الازواج يقيسون مكانتهم عند ازواجهم بمقدار غيرتهم عليهم والغيرة المحمودة هي ما يدل على شدة المحبة ، وأما المذمومة فهي ما كانت معول هدم الحياة الزوجية وتفضي الى التشكيك في شريك الحياة دون مبررات واقعية ، كذلك تحدثت عن الاهتمامات المشتركة بين الزوجين وفن التغافل وغض الطرف عن بعض الهفوات اللفظية او الفعلية لشريك الحياة وأيضا التودد لشريك الحياة . وفي ختام محاضرتها طالبت الداعية نوال الهلالي ودعت كل الزوجين لتفعيل التواصل وللنظر الى كل جهد ايجابي بأنه تعبير عن الحب .