كشف مدير الخدمات الطبية بمستشفى الصحة النفسية بمحافظة الطائف الدكتور مازن أبوالهيجا عن اتساع دائرة الخلاف بينهم وهيئة الهلال الأحمر السعودي، بسبب ما عده «سوء تقدير العاملين بإسعاف الهلال الأحمر للمرضى النفسيين أثناء مباشرتهم الحالات الصحية ونقلهم مباشرة للمصحات النفسية دون التقيد بعرض أصحاب تلك الحالات على المستشفيات العامة ما أدى إلى دخول بعض الحالات في مضاعفات مرضية نتيجة تأخر إسعافهم». وأكد أبوالهيجا أن الصحة النفسية رفعت أخيرا تضارب عملها مع فرق إسعاف الهلال الأحمر، إلى وزارة الصحة للبت في الموضوع. ولخص مدير الخدمات الطبية بمستشفى الصحة النفسية بمحافظة الطائف مشكلة المصحات النفسية مع طواقم إسعاف الهلال الأحمر «في عدم استيعاب كوادر الهلال الأحمر لأهمية عامل الوقت فيما يتعلق بمن يباشرون حالاتهم» لافتا إلى أن عدم وجود اختصاصي نفسي بفريق العمل بهيئة الهلال الأحمر «جعل التشخيصات من قبل فريق العمل الإسعافي للهيئة شبه ارتجالية» مشيرا إلى أن هناك عددا من الحالات يتبين أنها تتعالج نفسيا وتصاب بوعكات صحية يتطلب عرضها على أطباء المستشفيات العامة وهو ما تتجاهله فرق الهلال الأحمر وتكتفي بإيصالها إلى المصحات النفسية التي يتعذر على الاختصاصيين النفسيين تحديدها ما يدخلهم في حرج بالإسراع إلى نقلها للمستشفيات العامة ويكون الوقت قد مضى منه الكثير ما تتعرض معها بعضها لمضاعفات وهناك من لفظت أنفاسها قبل الوصول إلى المستشفى. ودعا الدكتور أبوالهيجا وزارة الصحة إلى التدخل الصارم في هذا الأمر والوصول مع هيئة الهلال الأحمر إلى اتفاقيات تضمن سلامة المرضى النفسيين والإيضاح للعاملين بالهيئة أنه ليس من الضروري إيصال المرضى النفسيين إلى مقار المراكز والمصحات النفسية مباشرة بل إيصال تلك الحالات إلى المستشفيات العامة التي تمتلك كل الاختصاصات مستشهدا بعدد من الحالات، منذ أيام عمد فريق الهلال الأحمر بإيصال أصحابها إلى المستشفيات الصحية دون عرضها على أطباء المستشفيات العامة تبين فيما بعد أن إحدى الحالات يعاني صاحبها من جلطة أصابته في الدماغ وحالة أخرى تعاني من الصرع وثالثة كان صاحبها يشكو من مرض بالصدر، وجميع تلك الحالات وما سبقها شكلت عبئا كبيرا على كادر الطب النفسي في سبيل إيصالهم وعرضهم على أطباء الاختصاص بالمستشفيات العامة بحكم اختصاصاتهم المهنية وهو ما فاقم حالات المرض لدى بعضهم نتيجة تأخر عرضهم للعلاج، محذرا في الوقت نفسه من مغبة تجاهل ذلك وعدم شروع الجهة المعنية في تداركه مستقبلا من أجل سلامة المرضى وصون أرواحهم. من جهة أخرى أوضح المتحدث الرسمي باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي ومدير الإعلام أحمد باريان أن الفرق الإسعافية الميدانية بالهلال الأحمر تنسق مع غرف العمليات حول المرضى الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات ولا يتخذ الفريق الإسعافي القرار من قرارة نفسه، مشيرا إلى أنه يتم نقل المصاب وفقا للمستشفى القريب من الحادث أو إلى مستشفيات يتبع لها المصابون في حال عدم وجود وضع خطير. مشيرا إلى أن المرضى النفسيين يتم نقلهم في حال التأكد من تبعيتهم لإحدى مستشفيات الصحة النفسية إلى المستشفيات النفسية القريبة، كي لا تحدث حالة هيجان في أي وقت حتى وإن كانت إصاباتهم عضوية، نافيا في الوقت نفسه أن تكون فرق الهلال الأحمر تنقل الأمراض العضوية التي لم يثبت ارتباطها بأمراض نفسية أو لم تبلغ الجهة الأمنية المباشرة بإصابة المريض بأمراض نفسية إلى أي مستشفى نفسي. مطالبا بإحضار محاضر التسليم للحالات الطبيعية المسلمة بمستشفيات الصحة النفسية «في حال ثبوت تسليم الفرق الإسعافية مريضا غير نفسي أو لم توجه الجهات الأمنية بنقله لمستشفى نفسي فإنه على المستشفى إبراز محاضر التسليم وسيتم محاسبة المقصرين من منسوبي الهلال الأحمر من مبدأ الشفافية والتحقيق معهم لمعرفة دوافع النقل»