نشب أول من أمس (الأحد) نزاع بين أطراف قبيلة تقطن في إحدى قرى مركز شعر في محافظة تربة (جنوبالطائف)، بعد توارد أنباء عن شمول قريتهم بشبكة طرق حديثة تسهل أمور حياتهم بمبادرة ومطالبات عدة من جانب أهالي القرية، إلا أن مجموعة معارضة تصدت بحدة عند بدء أعمال إدخال الأسفلت إلى قريتهم، وطالبوا بإبعاد ما وصفوه ب«الغزو» على طرقات قريتهم الرملية «العذراء» على حد وصفهم. وتطور النزاع بين المؤيدين والمعارضين لخط الأسفلت إلى حد «الاعتداء» على أحد العاملين في معدات مشروع السفلتة، ووفقاً لمصدر مطلع في اللجنة (فضل عدم ذكر اسمه) فإن حادثة الاعتداء على أحد العاملين في المشروع استدعت تدخل الشرطة ومن ثم توقف جميع أعمال مشروع السفلتة إلى أن يتم حل النزاع. وقال المصدر في حديثه ل «الحياة»: «إن لجنة مكونة من الإمارة والشرطة وبلدية تربة انتقلت للموقع أول من أمس من أجل حل القضية التي انقسم فيها أعيان القبيلة عند مدخل القرية لقسمين متضادين، وبلغ عددهم مجتمعين ما يربو على 80 شخصاً». وأضاف أن المعارضين للأسفلت قالوا «لا نريد دخول الأسفلت لقريتنا. هذا غزو لنا»، في حين أصر المؤيدون على موقفهم بضرورة مواكبة قريتهم لمتطلبات العصر الحديث وإدخال الأسفلت إليها. ووسط هذا المشهد الغريب لجأت اللجنة المكونة من جهات عدة إلى الاستعانة بشيخ القبيلة من أجل إقناع المعارضين بالتخلي عن معارضتهم والموافقة على «سفلتة» قريتهم، وإنهاء الخلاف بينهم وبين الطرف الآخر حتى يستطيع الجميع إنهاء أعمالهم والعودة إلى حياتهم. ووصلت نتيجة المفاوضات الأولية بين المؤيدين والمعارضين إلى حل أولي رفضته اللجنة المختصة، وتمثل في موافقة الجميع على سفلتة طرق القرية، مع عدم السماح لسكان القرية أو أي من الغرباء بإدخال سيارات إلى داخل القرية، لينتهي سيناريو الخلاف بعد مفاوضات مطوله بموافقة المعارضين على السماح بالشروع في دخول الأسفلت، ومن ثم السيارات لاحقاً. وسجلت اللجنة محضراً وقع عليه عدد من المعارضين والمؤيدين وأعضاء اللجنة، أقروا فيه بالتزام جميع الأطراف التام بالاتفاق النهائي الذي وصل إليه الجميع في حضور شيخ القبلية والمتنازعين.