نقل مستثمرون سعوديون في القطاع السياحي فكرة أسترالية للتخفيف من معاناة الشباب من الشعارات التي تطاردهم في معظم الأماكن والمتنزهات والمتمثلة في «ممنوع دخول العزاب» أو ل«العوائل فقط»، ليطبقوا تلك الفكرة على أرض الواقع كأول متنزه شبابي خلوي يعتمد بشكل أساسي على الطبيعة الجغرافية التي تميز جبال منطقة الشفا بمحافظة الطائف. ومع انطلاق فعاليات صيف الطائف 32 استقبلت القرية الشبابية طلائع الشباب من مختلف الأعمار ومن مختلف الجهات الحكومية والخاصة، منها طلاب جوالة بعض الجامعات السعودية وكشافة التربية والتعليم وطلاب المراكز الصيفية. ووجدت الفكرة استحسان محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر، ومسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمحافظة، الذين ثمنوا بدورهم الدور الذي سيلعبه مشروع من هذا النوع حيث يستهدف أهم وأكبر شريحة تجد إهمالا في كثير من المواقع والمتنزهات. وأكد المدير التنفيذي للقرية الشبابية للترفيه الخلوي مسعود جواد، أن الفكرة جاءته بعد زيارته لعدد من دول العالم بهدف التعرف على أفضل الطرق لجذب الشباب وترفيههم وتقديم المفيد لهم، وأضاف جواد أن هذه التجربة أسترالية وقف أمامها كثيرا لملاءمتها لطبيعة السعودية وسعى لنقلها والاستفادة منها، حيث تم تجهيز الموقع بمنطقة الشفا السياحية، التي تتميز طبيعتها الجبلية بتكوينات صخرية شاهقة الارتفاع يتخللها منطقة سهلة ومنبسطة بها أودية مائية ومساحات مثالية تتسع لأي أنشطة. وأشار جواد إلى أن مشروع القرية الشبابية يستهدف فئات الشباب المغيبة عن أنشطة السياحة في أوقات ماضية، موضحا أن دور وفترة عمل قرية الشباب غير مرتبطة بفترة الصيف فقط إنما على مدار العام، حيث يتم استقبال الوفود الشبابية من داخل السعودية ومن خارجها كوفود أو مجموعات لمراكز صيفية، وجوالة عدد من الجامعات السعودية والخليجية، والكشافة، ومراكز الأحياء، والجمعيات الخيرية. من جانبه، شرح مجدي العباسي أحد منفذي مشروع قرية الشباب للترفيه الخلوي، مرافق القرية في مرحلتها الأولى بأنها تحتوي على 8 مخيمات يتسع كل مخيم ل30 شخصا، بالإضافة إلى ملعب كرة قدم، وملعب كرة طائرة، ومرافق أخرى مصاحبة للوضوء والطهي، مبينا أن برنامج الإقامة في القرية يتضمن دورات في النحت على الصخور، وتعليما لفنون الطبخ على الحطب والجمر للأكلات الشعبية المعروفة بالطائف والتي منها «السليق» الطائفي، و«المنتو»، و«اليغمش»، و«الشراغيف» و«خبز النار»، وكذلك دورات لتعليم أساسيات الزراعة في الطبيعة، وطرق مكافحة الأمراض التي تصيب النباتات، ودورة في تربية النحل وأنواعه والطرق الصحيحة لاستخراج العسل من النحل، ومهارات خلوية من نصب خيام وطهي وألعاب ليلية وحفلات سمر، وتسلق للجبال.