كشف وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، عن قرب الانتهاء من مشروع وزاري ضخم، يعنى بتحويل الثانويات إلى أكاديميات ومسارات متعددة، وتطوير المناهج الدراسية بما يتماشى مع التوجهات المستقبلية للتنمية الوطنية والتغيرات الدولية. ودعا في كلمته خلال تدشين اللقاء الثالث مع مديري التعليم لمناقشة نتائج الاختبارات الدولية والتحصيلية على مستوى إدارات التعليم ومكاتب التعليم والمدارس والمعلمين والمعلمات وقادة المدارس؛ لتأسيس ميثاق يعنى بتحسين نواتج التعلم يتضمن مستهدفات وضوابط محددة، وترجمته فعليًا داخل الصف الدراسي، بما يُسهم في تطوير أداء المعلمين، وتحسين النواتج التعليمية للطلاب. وقال وزير التعليم: "نطمح إلى تأسيس ميثاق نواتج التعلم بمستهدفات سنوية محددة بين معلمي المدرسة وقائدها، وميثاق آخر بين كل قادة المدارس والمشرفين ومدير مكتب التعليم، وثالث بين مديري المكاتب ومديري إدارات التعليم، وبين مديري التعليم والمساعدين ووكيل التعليم ومعالي النائب". وأوضح الدكتور آل الشيخ أن اللقاء مع مديري التعليم يهدف إلى استعراض الخطوات التي اتخذتها الوزارة لتحقيق الأهداف التي من أجلها يتم إجراء الاختبارات الدولية والتحصيلية، مشيرًا إلى تنفيذ أكثر من 25 ألف ورشة عمل على مستوى (إدارات التعليم، مكاتب التعليم، المدارس)، وتحليل النتائج، ومعرفة متوسط أداء كل مستوى، ونقاط القوة والضعف، وحجم الفجوة بين المستهدف والمحقق، وأن ذلك يتم لغاية عليا هي تحسين الأداء لمنظومة التعليم. وأكد الدكتور آل الشيخ جدية الوزارة ومنسوبيها في التعامل مع نتائج الاختبارات الدولية والتحصيلية، ورغبتها في رفع وتحسين مستوى الأداء، مستعرضًا رحلة تعامل وزارة التعليم مع نتائج الاختبارات الدولية والتحصيلية منذ اللقاء الأول يوم السبت 6 / 5 /1440ه والذي تناول جهود الوزارة في التهيئة للاختبارات الدولية TIMSS 2019، واللقاء الثاني يوم السبت 23 / 12 /1440ه وتم خلاله استعراض نتائج اختبارات PISA التي أُقيمت في إبريل 2018 من العام الماضي، ونتائج الاختبارات التحصيلية التي طُبقت العام الماضي، وصولاً إلى ذلك اللقاء بعد مضي 10 أشهر على اللقاء الأول. وأشار وزير التعليم إلى أن نتائج الاختبارات الدولية والتحصيلية، أكدت ضعف الطلبة في الفهم القرائي والمهارات الكتابية، لذلك تم تخصيص خمس دقائق تطبيقات كتابية لخمس حصص باليوم للصفين الثاني والثالث الابتدائيين، و10 دقائق تطبيقات كتابية لخمس حصص باليوم للصفين الرابع والخامس الابتدائيين؛ لتعزيز مهارات الكتابة والقراءة، مشيرًا إلى أهمية العناية بوقت التعلم في كل حصة وكل يوم، وتحديد حد أدنى لوقت التمدرس (العمليات التي تُجرى داخل الفصل الدراسي)، وعدم الاعتماد على وقت التدريس، وجعل ذلك عملاً أساسيًا وأصيلاً لإدارة التعليم ومكاتب التعليم. ولفت إلى أن استمرار التقويم المستمر في وضعه السابق لم يغيّر من حال التعليم، بل أثبتت النتائج انخفاض نتائج المملكة في الاختبارات الدولية في فترة التطبيق، وبالتالي كان تعديل اللائحة أحد الحلول المقترحة والمهمة. وأكد وزير التعليم تطوير "لوحة مؤشرات" لكل مدرسة ومكاتب التعليم والإدارات التعليمية في المملكة، وفق الاختبارات الدولية والتحصيلية، وذلك بترتيب المدارس وفق النتائج لكل مكتب، وكل إدارة على مستوى المملكة. وأوضح أن تسليم النتائج لإدارات التعليم ومكاتب التعليم والمدارس والمعلمين يأتي من الأهمية بمكان؛ لأنهم المعنيون بالتحسين، وما لم تصل النتائج للمدرسة وتطور بنفسها إستراتيجيات التحسين مع قائد المدرسة والمشرفين، وتصل للمعلمين؛ فكل الجهود التي ستبذل ستكون ضياعًا للوقت، مشددًا على أهمية تطوير المعلم مهنيًا وبشكل نوعي، ولاسيما بعد صدر الأمر السامي بتحويل المركز الوطني للتدريب المهني إلى معهد له استقلاليته وميزانيته الخاصة التي ستُسهم بتطوير مهني نوعي للمعلمين. وأشار الوزير آل الشيخ إلى أن وزارة التعليم حققت تقدمًا مميزًا بالتوسع في رياض الأطفال وبرنامج الإسناد، وتدرك أهمية الدراسات البحثية في ذلك المجال، مؤكدًا تميز الطلبة الملتحقين برياض الأطفال مقارنة بمن لم يلتحقوا، مختتمًا حديثه بتأكيد أهمية نواتج التعلم، والاستشهاد بتوصيات المنظمات الدولية بأهمية الاختبارات في تطوير أداء الطالب. واشتمل اللقاء على عروض وتجارب كثيرة من جميع المستويات والفئات المعنية بنتائج الاختبارات الدولية والتحصيلية (إدارات التعليم، مكاتب التعليم، المدارس)، وذلك بحضور نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي، ومساعد وزير التعليم الدكتور سعد آل فهيد، ورئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور حسام زمان، والمدير التنفيذي للمركز الوطني للقياس الدكتور عبدالله القاطعي، والمدير التنفيذي للمركز الوطني للتقويم والتميز المؤسسي الدكتور عادل القعيد، وعددٍ من القيادات التعليمية، ومديري التعليم والمساعدين بوزارة التعليم.