كشف ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمجلة «فورين آفيرز» الأميركية، الفرق بين الوهابية والإرهاب، معبرًا عن دهشته بالربط بينهما ووجود سوء فهم عميق لدى الأمريكيين تجاه ذلك، قائلًا: «التشدد لا علاقة له بالوهابية، التي نشأت في القرن الثامن، متسائلًا أنه إذا كانت الوهابية نشأت منذ ثلاثة قرون، فلماذا لم يظهر الإرهاب إلا الآن؟». وأكد الأمير أن “نسبة المحافظين المتشددين قليلة، وأن جهود الإصلاح سوف تنجح في جذب العديد من صفوف المحافظين، مشيرًا إلى أن الشيخ سعد الشثري رجل دين أقيل من منصبه في هيئة كبار العلماء؛ بسبب تحديه لإصلاحات في فترة الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله – وهو الآن يعمل مستشارًا للديوان الملكي؛ وذلك بسبب الصبر والتواصل معه، وهو حاليًا أحد المؤيدين للإصلاحات في البلاد”. وأوضحت المجلة أن ولي ولي العهد يضغط من أجل تطبيق ثقافة الكفاءة والمساءلة، وإنهاء البيروقراطية السعودية غير المنتجة، وفتح المجال بشكل أكبر للقطاع الخاص للقيام بأدوار أكبر في الاقتصاد، ومن السابق لأوانه تقييم عمليات الإصلاح الاقتصادي التي بدأها الأمير، إلا أنه كان محقًا في الأفكار التي وضعها حول إنشاء قوة عسكرية أكثر فعالية وبناء قدرة صناعية للدفاع عن أرض الحرمين، كما إنه يعمل على استراتيجية للإنتاج الدفاعي، وهي بداية ممتازة، وذكرت أن الأمير محمد بن سلمان يتمتع بقدرة هائلة على التواصل مع الشباب السعودي الطموح وفهم احتياجاته وتطلعاته، ويتحدث معهم بكل شفافية، خاصة وأن السعوديين أكثر من نصفهم تحت سن ال 25 عامًا، ويحاول أن تستفيد البلاد من طاقات شبابها؛ من أجل تعزيز الإصلاحات. وأضافت المجلة، إن لغة جسد الأمير محمد بن سلمان تشير إلى أنه يملك قدرًا كبيرًا من الثقة، والأهم أنه يتبنى قضية بلاده بشكل قوي، وهو أمر لم يفعله أي مسؤول سعودي من قبل، ويدير صندوق الاستثمار الوطني، والشؤون الاقتصادية، ويتقلد منصب ولي ولي العهد وزير الدفاع، ومستعد لمواجهة أصعب المشاكل في مرحلة مبكرة من حياته السياسية. واختتمت مجلة الشؤون الخارجية الأميركية تقريرها وحديثها، بالقول إن «الأمير محمد بن سلمان وفقًا للعديد من المعايير ذات المصداقية حقق بداية قوية، ولكن التعقيدات والإصلاحات ستتطلب الصبر، والأمير محمد «مايسترو التغيير والإصلاح».