أعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إطلاق جامعة الحرمين الشريفين التي تستقطب أبناء العالم الإسلامي من خلال مِنح، تمنحها الدولة لأبناء المسلمين لتعليمهم العلم النافع في المسجد الحرام والمسجد النبوي، إضافة إلى قناة إعلامية للحرمين الشريفين، يجري العمل عليها، وتبث للمسلمين في العالم بمختلف اللغات. جاء ذلك في كلمة له خلال لقائه بضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، الذي تنفذه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مكةالمكرمة. وكان في استقباله لدى وصوله إلى مقر إقامة الضيوف المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن مدلج المدلج، ومسؤولو البرنامج. وبشر "السديس" الحضور بقرب انتهاء مشروع التوسعة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين في المسجد الحرام، التي سيستفاد منها في شهر رمضان المبارك المقبل، وموسم الحج، إضافة إلى توسعة المطاف في مرحلته الثالثة التي تنقل الطاقة الاستيعابية من 45 ألف طائف في الساعة إلى 105 آلاف، وكذلك توسعة المسعى، وتطوير الأعمال، واستخدام التقنية في خدمة قاصدي بيت الله الحرام ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام. ورفع شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله - على ما يقومون به من جهود مباركة لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان، وعلى الخدمات المقدمة للحرمين الشريفين، والتوسعات العملاقة والتاريخية، ومنظومة الخدمات كافة، وما يوجه به خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - من البرامج والفعاليات النافعة، التي منها برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، ويوجِّه دائمًا بأن يقدَّم لضيوفه كل ما يمكن من وفادتهم وحسن استقبالهم وكريم ضيافتهم وإطلاعهم على هذه البرامج النافعة والفعاليات المباركة في الحرمين الشريفين. وأشار إلى أن "البرنامج المبارك يأتي في مقدمة الخدمات التي تقدمها السعودية للحرمين الشريفين وقاصديهما، مشيدًا بأهداف البرنامج النبيلة، وأثرها العظيم في نفوس المستضافين". وبين أنه يعد نموذجًا لعناية الملك سلمان بقضايا المسلمين والاهتمام بالرموز الإسلامية والشخصيات العالمية، انطلاقًا من مكانة المملكة العربية السعودية في نفوس المسلمين، ومكانها الريادي والقيادي والسيادي؛ لأنها قِبلة المسلمين، وهي قبلتهم ليس، في صلاتهم فقط وإنما في قضاياهم الكبرى. وتابع "بجهود البلاد المباركة في جمع كلمة المسلمين، وفي حرصها على لَمّ الشمل.. وما قوة التحالف الإسلامي ورعد الشمال وعاصفة الحزم في اليمن التي تقوم بها هذه البلاد حفاظًا على عقيدة الأمة ومقدساتها ومقدراتها ومكتسباتها إلا نماذج مشرفة على الجهود التي تقوم بها هذه البلاد؛ فجزى الله خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على هذه الجهود المباركة، وجعلها خالصة لوجهه الكريم". وشدد على أن "برنامج العمرة والزيارة، وقبله برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج، وغيرهما من البرامج، تعكس شخصية الملك سلمان العالمية وما يقدمه للإسلام والمسلمين في كل مكان، والعناية بالشخصيات الإسلامية انطلاقًا من دور السعودية الريادي". وأوضح أن "المملكة العربية السعودية تقوم بجهود كبيرة في جمع كلمة المسلمين وتضامنهم. وهذه البرامج، ومنها برنامج العمرة والزيارة، نماذج مشرفة لتحقيق وسطية الإسلام واعتداله. وينبغي علينا أن نحرص كل الحرص على تحقيق جانب الاجتماع ولزوم الجماعة والسمع والطاعة لولاة أمر المسلمين، والحذر من كل مسالك العنف والتكفير والتفجير والتدمير وكل ما من شأنه التأثير على سير التنمية والاقتصاد وأمن الأمم والمجتمعات والشعوب، بل العالم كله؛ لأن هذه الأمة أمة رحمة وخير وسلام ووئام للناس أجمعين". وشدد السديس على أن المسلمين "لم يكونوا يومًا عبر التاريخ دعاة حرب ولا عنف، وإنما حملة رايات السلام والأمن والاطمئنان، وفتحوا المشارق والمغارب بفضل الله عز الله وجل، وبفضل الأخلاق الكريمة وحسن التعامل وإعطاء الصورة المشرقة لأمانة الإسلام". مشيرًا إلى أن كل دعوة إلى العنف وحمل السلاح على المسلمين هي دعوة مرفوضة، وقد جاء الإسلام لحفظ النفوس والحفاظ على الدماء. ورحب في مستهل اللقاء بالضيوف في رحاب الديار المقدسة، سائلاً الله - عز وجل - أن يتقبل منهم مناسكهم، معربًا عن سروره بلقاء النخبة المباركة من العلماء والدعاة من قارة إفريقيا، تلك القارة التي لها دور كبير في تاريخ الإسلام. وهنأهم على ضيافة خادم الحرمين الشريفين لهم، مؤكدًا دور الدعاة في إفريقيا في نشر الإسلام والدعوة على منهج السلف الصالح، وتأكيد وسطية الإسلام ورسالته السمحاء. وأضاف مخاطبًا الضيوف: "تجتمعون أيها الضيوف الكرام الفضلاء على مائدة الإسلام، وفي رحاب المودة في هذه البقاع الشريفة، تجتمعون على الإسلام وعلى الاعتصام بالكتاب والسنة وتحقيق منهج الوسطية والاعتدال الذي هو المنهج الذي يجب أن نتنادى بإحيائه والالتزام به في زمن كثرت فيه الفتن والمحن والأزمات والتهديدات، ومنها ما شوه الإسلام من خلال تصرفات بعض المسلمين الذين خرجوا على منهج الإسلام الحق، وارتضوا مسالك العنف والإرهاب والقتل وسفك الدماء. ولا شك أن هذا يعطي صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين، رغم أن الإسلام دين التسامح والرحمة والرفق والعدل والكرامة والإنسانية". وقدم شكره لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وفي مقدمتهم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، على جهوده والزملاء العاملين في الوزارة والمتعاونين مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.. والجميع كلهم في خدمة ضيوف الرحمن وضيوف خادم الحرمين الشريفين. كما شكر العاملين في برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، وخصوصًا الشيخ عبدالله المدلج، والدكتور زيد الدكان، والدكتور الشيخ راشد الزهراني، وجميع الزملاء في اللجان التحضيرية واللجان العلمية والعملية واللجان الإشرافية التي تحرص على تقديم الصورة المشرقة من خلال هذا البرنامج للمسلمين جميعًا.