لم تعد الزواحف في منأى بالرغم من عيشها في البراري عن شرور ابن آدم ليلحق بها الضرر ويجعلها أداة لتنفيذ نواياه السوداء وما يختلج في جوانحه من شر فقد عثر مواطن على ضب يحتضن بين فكية عملا سحريا في الصحراء. القصة رواها أحد هواه القنص والمولعين بصيد الضبان الذي سرد تفاصيلها بالقول: أنه أتجه إلى البر مع بدء ارتفاع درجات الحرارة في هذا العام إلى منطقة صحراوية تكثر بها الضبان وعند وصوله إلى وجهته بدا يمارس هوايته المفضلة في تتبع أثر الضبان وأثناء سيرة على الأقدام وعند مقربة من أحدى النباتات الصحراوية لفت انتباهه ضب يتخذ من ظل النبات ملاذا من حرارة الشمس ويعاني هزالا شديدا بالرغم من توفر مقومات الحياة ووفرة النبات والخضرة فما كان منه إلا أن غافل الضب بطريقة ذكية وأمسك به دون أن يبدئ مقاومة تذكر على غير العادة وهنا كانت المفاجأة حيث وجد الرجل عملا سحريا وضعا بطريقة محكمة بين فكي الضب عبارة عن طلاسم وأعمال سحرية ملء فمه وقد شبكت فكية (بمشبك حديد) فما كان منه إلا أن حمل الضب وقفل راجعا حيث اتصل بأحد أقاربه وذكر له ما وجد فأشار عليه ووصف له أحد الأشخاص ممن لديهم علما بإبطال مفعول هذه الطلاسم السحرية الذي سارع بفكها.