أصدر نادي الطائف الأدبي الثقافي العدد الرابع من مجلة ( وج ) الشهرية، واشتمل الإصدار على العديد من الموضوعات الثقافية والأدبية، حيث ركزت الافتتاحية التي كتبها الدكتور عالي بن سرحان القرشي (عضو النادي الأدبي الثقافي بالطائف) على دور التكنولوجيا الحديثة في دعم عملية النشر والطباعة وسبل توظيفها لخدمة مثل هذه الأعمال الثقافية، وأشار إلى حرص النادي على تقديم إصدار يرضي ذائقة جمهوره من الأدباء والمثقفين. هذا وفي موضوع تصدر العدد استعرض رئيس النادي الأستاذ حمّاد بن حامد السالمي سيرة حياة عالم الآثار الراحل الدكتور ناصر الحارثي (أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة أم القرى سابقاً)، حيث كتب تحت عنوان (ناصر الحارثي، عالم آثار كبير غيّبه الموت): إن من أعظم أحزان الأمة وأشد آلامها وأحلك سوادها أن تفقد فجأة واحدا من أشهر علمائها، وعماً بارزا من أعلامها، وابناً باراً من أبنائها، وأشار إلى أن الدكتور الحارثي قد نذر حياته وجهده ووقته وماله للبحث العلمي والتوثيق والتأليف، مشيداً بجهود الراحل –يرحمه الله- إبان عمله أستاذا في جامعة أم القرى في خدمة الآثار العربية والحضارة الإسلامية. وأكد السالمي أن الراحل قد نشر أكثر من 28 كتاباً، جاء كثير منها على شكل موسوعات، قد جمع معلوماتها مؤرخ وآثاري لا يكتب للناس من بيته، ولكنه ينتقل إلى حيث المعالم والآثار، فيدرسها على الطبيعة ويصورها تحت أشعة الشمس، قبل أن يبحث عما له صلة في بها في بطون الكتب. وقال أيضا: في واحدة من رحلاته العلمية البحثية التي وقفت عليها – وهي كثيرة جدا- قضى قرابة ثلاثة أيام من الصباح حتى المساء وهو يتفقد أحجار حي النمور في شمال الهدا في منطقة بعيدة عن العمران حتى تمكن من توثيق 36 نقشاً صخرياً تؤرخ مراحل متقدمة من تاريخ العرب والمسلمين في هذه البقعة من الطائف. وتعرض السالمي خلال موضوعه للكثير من مناقب الراحل، مؤكدا أن من حقه علينا وعلى مكةالمكرمة وجامعتها العريقة ورجالها وأدبائها الاحتفاء بعمل موسوعي قام به قبل وفاته عبارة عن موسوعة عظيمة جليلة بعنوان: (الآثار الإسلامية في مكةالمكرمة ) والتي جاءت في مجلد ضخم من القطع الكبير في 800 صفحة. وأشار إلى أن رحيل الدكتور الحارثي يعد خسارة ثقافية بحثية علمية كبرى. وفي نهاية هذا الموضوع الذي سلط الضوء على حياة الراحل استعرض السالمي السيرة الذاتية للفقيد والتي جاء بها درجاته العلمية وكتبه ومؤلفاته، وأبحاثه العلمية، ومحاضراته، واللجان التي أسهم فيها، ودوره في الجمعيات المحلية والخارحية، والدروع والشهادات التي حصل عليها، والمؤتمرات والندوات التي شارك فيها. هذا وقد قيّم عدد من المراقبين والمتابعين هذا الموضوع عالياً، مؤكدين أنه يأتي في سياق الوفاء والتقدير للعلم والعلماء حتى لو بعد الرحيل وغياب الموت. وكتب القاص محمد المنصور الشقحاء قصة قصيرة بعنوان (متأكلاً بالصمت)، كما كتب الشاعر محمد الجلواح مجموعة من القصائد بعنوان (سبع سنبلات)، أيضا جاء في العدد قصيدة للشاعر أحمد البوق بعنوان ( نهر ومدينة)، وقصيدة للشاعرة للشاعرة بديعة كشغري بعنوان (نيرفانا – الجسد السابع). أيضا اشتمل العدد على بعض الأعمال الفنية للفنان التشكيلي عبد الجبار اليحيا، والفنان طلال سليمان الطائفي، وجاء في الإصدار دراسة للباحث خالد ربيع السيد بعنوان (مدخل لدراسة بدايات المسرح الجاد في الخليج العربي)، ونماذج جميلة من فنون الخط للخطاط عبد الحق قاري عبد القهار تركستاني. كما كتب الدكتور حمد الزيد موضوعاً بعنوان ( حكايات من الطائف – الحلقة الرابعة) استعرض من خلاله حكايات مع الطائف قديما، والحال التي كانت عليها قبل أن تمتد إليها يد النمو والتطور والحضارة في العهد السعودي الزاهر. هذا وقد اشتملت المجلة على العديد من الموضوعات المتنوعة والتي تناولت الكثير من القضايا الثقافية على الساحة الأدبية، والتي سلطت الضوء على الأدب والثقافة بصفة عامة ، والطائف بصفة خاصة.