انتشرت الصهاريج الناقلة للمياه لمنازل الأهالي بالطائف في ظل الأزمة الشديدة التي تعيشها الطائف هذه الأيام من ندرة وقلة المياه دون العلم بما إذا كانت هذه الأزمة مُفتعلة من أجل تشغيل تلك الصهاريج وتحقيق أرباح مالية؟ أم أن هُناك أزمة لم تُفصح عنها وزارة المياه ولم تُعلن ما تم تقديمه من أجل تجاوزها؟ والماء بالنسبة لأهالي الطائف عامةً أصبح الحصول عليه صعباً فبات مثل «لبن العصفور أو ماء الذهب» فما أن تظهر أزمة إلا وتنتشر صور المسؤولين يُعلنون انتهاء تلك الأزمة والسيطرة عليها وتكاد لا تمر فترة بسيطة إلا وتتغير الأوضاع وتنقلب رأساً على عقب! وهذا ما حدث بالطائف؛ فكم من زيارات للمسؤولين وعلى رأسهم وزير المياه والذي أكد بأن الأزمة لن تعود للطائف لكنها عادت وبشكل متأزم ويختلف عما سبقه، فقد طالت المُدة التي ينشد فيها الأهالي قدوم المياه حيث جفت الخزانات ويبست العروق عطشاً. صورة متكررة لصهاريج المياه وهي تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً لإيصال المياه لطالبيها إثر الطوابير التي كانت ولا زالت عنواناً لمقر الأشياب الخاصة بالتحلية، فبدلاً من أن تكون المياه واصلة للمنازل كالمعتاد والمُتعارف عليه أصبحت تُنقل للمنازل عن طريق صهاريج المياه وبمبالغ مالية متنوعة قد لا يستطيع دفعها الأرامل أو أصحاب الحاجة والظروف، وبعض النساء من تذهب بنفسها وتطلب الصهريج وتُشارك الرجال في الانتظام بالطابور والانتظار لحين موعد خروجه من مقر الشيب. «من يُنقذنا من العطش؟.. من يروي ظمأنا؟.. من يحمينا من جشع سائقي الصهاريج واستغلالهم الأزمة؟» هذا هو لسان حال أهالي الطائف!