إن الفرد العربي اليوم بحاجة ماسة إلى الاستقرار ليس الاستقرار المادي أو العاطفي أو حتى الأسري. ما اقصده... بل ما اعنيه تحديدا هو الاستقرار السياسي. نعم ذالك الاستقرار الذي سوف يدعم كل استقرار بعده في ظل افتقاد الاستقرار النفسي الذي تدهور بشكل كبير ومحزن بفضل سياسات القمع والتحدي من بعض القيادات العربية التي تسعى إلى تخليد نفسها عوضا عن تخليد ذكرى لها عطره تبقى في أذهان الشعوب. وذلك ما نراه في ظل سياسات بعض القيادات المتهورة التي تتخذ من قمع شعوبها وانتهاك حقوق تلك الشعوب سباقا مارثونياً يتحمسون ويجتهدون للفوز فيه متأملين أن يقضوا على ما تبقى من كرامة وعقل هذا المواطن الذي أصبح يناضل في الداخل لينال حريته التي كفلها الله لسائر البشر.. يناضل لكي يعيش كريما ولسان حاله يقول مرحبا بالثورات التي كشفت لنا الخبايا وما خفي وما كان أعظم من ممارسات الحاكم والجلاد أو الجلاد والحاكم سمه ما شئت فهي كلمتان تؤديان إلى نفس المعنى حيث تكشف بصورة أو بأخرى لهذا الفرد سوءة الأيام الخوالي وكيف كان يقبع في زاوية الخنوع والذلة حتى أن هذا الفرد العربي فوق انه يحارب جبهة خارجية وأخرى داخلية أصبح أيضا يحارب نفسه الأمارة بالخنوع والرهبة ويحبسها في الحاضر الذي يراه مؤلما من جهة صعوبة ووعورة الطريق المزروعة بالموت. و كون العقل العربي أيضا "حلم بالتغيير السلمي" الذي طال أمده ولم يتحقق حتى اندرج ذلك الحلم طواعية تحت عبارة أضغاث الأحلام، وما أكثرها أحلام المواطن العربي التي اندرجت تحت هذه العبارة وأيضا ما نراه من تسلسل النوائب التي تحظى بٍها الشعوب العربية التي كتب عليها أن يقودها بعض أشخاص إلى الهاوية لماذا ؟؟ ولصالح من ؟؟ كلها إجابات فهمها ووعاها وأدركها العقل العربي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقلق بالغ هل فات الأوان على هذه اليقظة أم أن الأمل مازال في الأرض مادام الله في السماء كي نسترجع الكرامة العربية. التي مرغها هؤلاء الحكام في التراب وماذا بعد هذه الثورات هل سنخلدها في أذهان الأجيال أم أنهم سينسون كسلفهم الصافح وستستحدث لهم الملهيات التي تفنن في صنعها وتوريدها لنا أعداء الأمتين العربية وإلا سلامية ليغيبوا العقل العربي الجديد كما غيبوا العقل العربي القديم وأداتهم في ذالك التغييب تلك القيادات نفسها التي هالها ما تراه اليوم من صحوة شعوبها . ثم ماذا ؟؟ ماذا سنعد لهذه الأجيال من تحصينات تجنبهم تلك النكبات وتلك المؤامرات وتجعلهم دائمي اليقظة ودائمي الثورات بحسب ما يتطلبه الوضع ويقتضيه الحال ..؟ أم أننا شعوب تثور ثم ما تلبث إن تهدأ ....... ثم بعد ذالك وكعادتها تسلى وتنسى بعقليتها تلك التي تصور بأنها ساذجة والتي كُشفت وعُرفت خريطتها وسهل من ثم الولوج إليها سارة صالح الصافي...