لا يخفي على الجميع ما تمثله المشاريع الحكومية من دفع عجلة التنمية للدول ،بحيث توفر سبل الراحة والعيش السعيد للشعوب ،ومع ذلك لدينا إشكالية كبرى في تنفيذ المشاريع خصوصا الخدمية التي تهم شريحة كبيرة من المواطنين،والمشكلة بسيطة لكن يتم تهويلها ووضع عقبات من قبل الوزارات المسئولة عن تنفيذ تلك المشاريع ،في زمن سابق كنا نستمع لاسطوانة الميزانيات لا تكفي, البند لا يسمح ،بعد أن أصبحت اسطوانة الميزانيات مشروخة بعد الإعلان الدولة عن ميزانيات ضخمة للوزارات ،طلعت علينا أسباب أخرى تعرقل تلك المشاريع, ومن الأسباب الجديدة عدم توفر الأراضي لإقامة المشاريع عليها ،وهذا سبب مردود عليهم لأنه كما يعلم الجميع نحن نعيش في بلد مترامي الأطراف يوجد بها مساحات شاسعة من الأراضي البيضاء وتصلح لتنفيذ المشاريع عليها ،لكن مع الأسف تلك الأراضي محتكرة من تجار العقار الذين لا يفرقون بين المصلحة الشخصية والعامة ،وهمهم الوحيد جمع الأموال وتلاعب في أسعار الأراضي حتى بات المتر يساوي آلف الريالات دون حسيب أو رقيب،والضحية بالتأكيد المواطن وتلك المشاريع ،وهنا نطرح سؤال عن دور الأمانات ؟ مع الأسف دورها ضعيف ولا يرقى للمأمول ،فأصبح دورها المصادقة على المخططات لتجار العقار ،ووقفت من كل هذا كالمتفرج الذي لا حيلة له ،أو العاجز،أو المتواطئ . فعلى الأمانات حمل كبير في توفير الأراضي للمشاريع الخدمية وهذا دورها الحقيقة أن كانت تؤمن بدورها ،وذلك بتخصيص مخططات للمشاريع الخدمية وتختار الأماكن بعناية فائقة ويمنع التعدي عليها ،وعلى الوزارات الحمل الأكبر في البحث عن أراضي لمشاريعها إذا كانت تسعى للتحقيق رضي متلقي الخدمة ،و تقديم خدمة ذات جودة عاليه ،بدلا من المباني المستأجرة المتهالكة التي لا تفي بالغرض إنما عملية ترقيع لأخطاء سابقة ومستمرة . الشواهد على ذلك كثير فلنا بمستشفي الأطفال بالطائف اكبر مثال وخير شاهد ،منذ سنين وهو مبنى مستأجر ،والمراجعين يتذمرون من المبني حيث لا يوجد به أسرة كافيه ،وأيضا وقوفهم بالساعات لتلقي العلاج في طوارئ المستشفي من شدة الزحام ،بالرغم من هذا كله وميزانية المستشفي مرصودة لكن لم يبنى المستشفى ،السبب هو عدم وجود أرض . يا للعجب الطائف لا يوجد بها ارض تصلح لبناء المستشفى ،أنا كمواطن عادي لن أصدق مثل هذا الكلام ،لا أريد مزيد من التبريرات والحجج ،وكما يعلم الجميع أن كثير من المواطن تبرعوا من أملاكهم الخاصة لبناء المشاريع،فلا نريد من المسئول سوى العمل حتى لو وصول الأمر للحفر تحت الأرض وبناء المستشفي فيه هذا هو صوت المواطن ،وبعد هذا كله أحدهم يهمس في أذني ويقول أهدأ، وارجع قليلا حتى لو وجدوا ارض سيكون مصيره مثل مصير مستشفى قيا العام حيث مرت عليه السنين ،وهو من مقاول إلى آخر مقاول جديد مقاول قديم وآخر في الطريق ،حتى بات من أطول المشاريع في العصر الحديث ،والذي من المتوقع دخوله موسعة جينيس للأرقام القياسية ،أو متحف لزوار المناطق الجنوبية ،حيث انصحهم بأخذ صورة بجوار المبنى للذكرى ،وحين رجوع الزوار فالسنة القادمة عليهم ملاحظة الفرق بين الصورتين ،ويكثر ويكبر الزوار والصورة نفسها لا تتغير .مشاهد لا يكتوي بنارها سوى المواطن. همسه المواطن بصوت عالي ملينا سياسية الترقيع،الوقت يمر ورقع مشاريعنا تزيد ،فهل من حل للرقع وإلا سنموت بدون حل .