كنت قد كتبت قبل ذلك عن هذا الموضوع في عدة صحف، وآخرها ما كتبته في «عكاظ» بتاريخ 22 صفر 1431ه (المشروبات الغازية وخطرها) قلت فيه: «إن الطلاب الذين يتناولون المشروبات الغازية كانوا أكثر سمنة مقارنة بغيرهم الذين يشربون الحليب بصفة يومية..»، كما طالبت حملة منظمة الصحة العالمية على تلك المشروبات بخفض سعراتها الحرارية من 5000 إلى 50. وقد اتصل بي الأستاذ حاتم زارع من جدة شاكرا وراجيا، أن أكتب مرة أخرى عن بعض مشروبات الطاقة. فقد أجرت الصحافية علياء الحويطي من تبوك تحقيقا صحافيا بجريدة الرياض في غرة رجب 1431ه قالت فيه : «مشروبات الطاقة.. تستهوي الشباب والفتيات أثناء الاختبارات، بديلا عن القهوة والشاي، إنها تسبب الخمول وقلة النوم، وتشتت العقل عند الإجابة».. في مقابلات مع أخريات أكدت بأن مشروبات الطاقة تؤثر صحيا ونفسيا، وقالت أخرى «إنها خطيرة بعد انتهاء مفعولها». كما نشرت الصحف ومنها جريدة الرياض في 28 رمضان 1430ه (خبراء أمريكيون يقترحون ضريبة على المشروبات الغازية لمكافحة السمنة). وقال فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع في مقال له بجريدة الوطن في 22رجب 1430 ه (الحلال والحرام في المشروبات الغازية): «.. إذا ثبت طبيا أن ضرر المشروبات الغازية أشد من نفعها فلا شك أنها محرمة ولا تجوز بحال من الأحوال..». وذكرت جريدة شمس في 7 رجب 1430ه أن المشروبات الغازية تؤدي للشلل، وأن باحثين أكدوا بأن الإفراط في تناول كميات كبيرة من المشروبات الغازية يوميا يؤدي إلى تناقص مزمن في البوتاسيوم في جسم الإنسان، وهو ما يقود إلى حدوث ضعف في العضلات، بل حدوث الشلل فيها. وسبق أن منعت وزارة التربية والتعليم بيع المشروبات الغازية في جميع مدارسها وطالب (مجلس الخدمات الصحية) بمنع بيع المشروبات الغازية بجميع أنواعها في المؤسسات الصحية، وطالب بتوفير بدائل مثل: العصائر ومشتقات الحليب، وكان هذا القرار قد اتخذ في اجتماع المجلس الرابع والخمسين المنعقد برئاسة معالي وزير الصحة، رئيس مجلس الخدمات الصحية، الدكتور عبدالله الربيعة في 16/7/1431ه، وفعلا سمعت أن جامعة الملك سعود قد منعت بيع تلك المشروبات في مستشفى الملك خالد الجامعي وغيرها من المستشفيات التابعة لها. ومن حسن الحظ أن زيادة سعر هذه المشروبات في العام الماضي قد دعا كتاب الزوايا في الصحف إلى استنكار ذلك مما حمل الأستاذ عابد خزندار، إلى الكتابة في زاويته الشهيرة في جريدة الرياض (نثار) في 24/12/1430ه قائلا: «بل دعوا سعرها يرتفع: قامت إحدى شركات المشروبات الغازية برفع سعرها بنسبة 50% فحدثت حالة استنفار في وزارة التجارة، وكأن الذي ارتفع هو سعر الأرز أو الرغيف، وتصدى وزير التجارة بنفسه لهذه (الكارثة)، وقيل إنه استدعى المسؤولين في الشركة ليسألهم عن سر الارتفاع، مع أننا في الحقيقة سعدنا لهذا الارتفاع في السعر لأنه قد يثبط المواطنين وخاصة الأطفال فيصرفهم عن شرب هذا المشروب الضار بصحة الإنسان.. واختتم مقاله بقوله: فلهذا دعوا سعرها يرتفع، وامنعوا بيعها في المدارس والمستشفيات والأندية الرياضية». ونرى المطاعم الأجنبية التي غزت بلادنا وبالذات مطاعم الوجبات السريعة تفرض على المشتري عبوات كبيرة من هذه المشروبات مدفوعة القيمة حتى ولو لم يكن المشتري بحاجة إليها.. وقد نشرت مجلة (المعرفة) في عددها لشهر محرم 1432ه تحت عنوان (كوكا كولا وبيبسي كولا تبيعان الحليب خالي الدسم في المدارس الأمريكية): «في إطار الحملة المشتركة ضد انتشار السمنة لدى الأطفال، التي تتبناها جمعية أمراض القلب ومؤسسة الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون، وجدت كبرى شركات المشروبات الغازية نفسها مضطرة لإعلان التزامها باستبدال كافة المشروبات الغازية التي تبيعها في ماكيناتها الموجودة في المدارس الأمريكية، وتقديم مشروبات أخرى أكثر فائدة للصحة مثل الحليب الخالي من الدسم، أو المياه المعدنية أو الشاي بمختلف أنواعه المناسبة للأطفال، واستطاعت شركات المشروبات الغازية بذلك وقف المطالب برفع الضرائب عن هذه المشروبات التي يرى الخبراء أنها السبب في إصابة خمس الأطفال والشباب الأمريكيين في المرحلة العمرية من 6 19 سنة بالسمنة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر وأمراض القلب.. إلخ»... أليس بعد كل هذا من اعتبار ودافع للجهات المعنية بصحة المجتمع للوقوف بجد وصرامة ضد هذه المشروبات وإيقاف خطرها المتفشي وذلك بمنعها من التواجد في بقية المؤسسات والوزارات، ومنع بيعها للأطفال وتوعية المجتمع بشكل جدي وواضح بمخاطرها ،ومنع المطاعم من فرضها على الزبون وإدخال قيمتها في الوجبة الغذائية.