يذكر الخبر المنشور بجريدة (الرياض) الاثنين 14 ربيع الأول 1433ه ان جمعية حماية المستهلك دعت مطاعم الوجبات السريعة باستبدال المشروبات الغازية في وجبات الأطفال إلى عصائر طبيعية مع المحافظة على السعر المتوازن للوجبة، حيث أثبتت الدراسات الحديثة خطورة المشروبات الغازية على صحة الكبار بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة إذا ما اقترن ذلك بتناول وجبات سريعة تحتوي على نسبة عالية من المواد الدهنية والسكريات والزيوت والملح ومكسبات الطعم والنكهات مما يؤدي إلى اخطار جسيمة تتمثل في الاصابة بالسمنة المفرطة وهشاشة العظام وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وتغيير سلوك الأطفال وتقليل مستوى التركيز لديهم، حيث يساهم مشروب العصير الطبيعي في معادلة نقص الفيتامينات والبروتينات التي تفتقدها الوجبات السريعة للعناصر الغذائية المهمة كالفيتامينات والعناصر المعدنية، وطالبت الجمعية من المطاعم المبادرة بتطبيق هذه التجربة المطبقة في الدول المتقدمة وعدد من الدول العربية، مقابل ترشيح المطاعم المبادرة للقيد بالسجل الذهبي للجمعية من خلال تواصل تلك المطاعم معها لاتخاذ اللازم. مثل تلك المطالبات من قبل الجمعية هي بمثابة خطوة نحو تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة ورفع مستوى الوعي للمجتمع من خلال تلك المطاعم التي تقدم الوجبات والمشروبات للجميع دون الأخذ بالاعتبار للعمر، والأمر هو بمثابة ثقافة التعامل مع مختلف فئات المجتمع العمرية وضرورة الحفاظ على صحة أطفالنا وتثقيفهم بما يفيدهم، لذا أرى أن الأمر يحتاج لتواصل مستمر وتفعيل أكثر من قبل الجمعية مع مطاعم الوجبات السريعة ومحاولة الحد من بيع بعض المأكولات أو المشروبات ضمن (الوجبات المخصصة للأطفال)، لأن الدراسات تُشير إلى العديد من المشاكل الصحية التي قد يسببها بعض ما يُباع للأطفال، الزميل الدكتور خالد المنيع استشاري طب الأطفال ذكر لي عندما سألته عن هذا الموضوع أن المشروبات الغازية تفتقد إلى الكثير من الأملاح، المعادن، الفيتامينات والمواد الغذائية المهمة لنمو الطفل في حين تبقى مشبعة بالمواد الملونة، النكهات الصناعية والمواد الحافظة.. الركن المهم في صناعة المشروبات الغازية هو ثاني أكسيد الكربون الذي يتم ضغطه مع السائل في علب محكمة الإغلاق تعمل على ظهور الفقاعات، ورجحت العديد من الدراسات مسؤولية المشروبات الغازية في مضاعفة حالات السمنة لدى الأطفال والمراهقين خلال العشر سنوات الماضية. كما أن الأطفال الذين يستهلكون المشروبات الغازية هم أكثر قابلية وأكبر شهية لتناول الأكل من غيرهم.. حيث ان تلك المشروبات والتي تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية على هيئة سكر تعمل على رفع مستوى هرمون الأنسولين في الجسم مؤدية إلى خفض سكر الدم وبالتالي الاحساس بالجوع والميل إلى تناول أكبر قدر من الطعام.. ويساهم في حدوث السمنة، أيضاً بعض المشروبات الغازية تقوم بسحب الكالسيوم من العظام وتقليل كثافة العظم حيث يصبح معرضاً للكسر بسهولة.. وقد أثبتت الدراسات ان الأطفال أو المراهقين الذين يستهلكون تلك المشروبات الغازية لديهم قابلية لنقص في مستوى الكالسيوم في العظام بسبب أيضاً قلة تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم، كما أن المشروبات الغازية المحتوية على الكافيين تعمل على اضطراب النوم لدى الطفل وتجعله يميل إلى الاحساس بالإجهاد والتعب طوال اليوم، مثل تلك المعلومات يجب أن يعرفها ويعيها أطفالنا جيداً ومن الضروري أن توجه جمعية حماية المستهلك بعضاً من رسائلها لأطفالنا من خلال وسائل الإعلام والمدارس إن كانت تخصهم فرفع ثقافتهم وتوجيه الخطاب لهم بما يتناسب مع مستواهم العمري سيكون أثره أكبر من أثر (دعوة المطاعم التي تبيع).