كيف فعلها السعوديين؟\" ، \"كيف تجاهلوا الثورة؟ ولم يقعوا في الطعم؟\" لعل هذه الأسئلة واقعة الآن على طاولات المخابرات الخارجية ورؤساء بعض الدول ليتشاورون في الضربة التي وجهها لهم الشارع السعودي عندما تجاهل رغباتهم في إثارة القلاقل داخل دولتنا العظيمة. والحقيقة أن ما قام به المواطنين السعوديين هذا اليوم – الجمعة – من عدم الالتفات إلى الدعوة بالمظاهرات من قبل بعض المرتزقة في الخارج يعتبر درساً لكل من يسعى إلى تخوين الشعب أو الحكومة في نظر الآخر. وأيضاً إن هذا يعتبر أنموذجا لتحكيم الوعي والمنطق في التعامل مع نداءات التخريب والتدمير التي يسعى بها البعض الجاهل نحو بلد الحرمين وحكومته النبيلة. إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عندما يتحدث عن ثورة 25 يناير بمصر وأنه يرى بوجوب تدريسها للطلاب البريطانيين، فإن الأجدر أن يقوم بتعليم طلابهم مبادئ الولاء ونماذج الوفاء وتحكيم الوعي والعقل الذي قام به الشعب السعودي هذا اليوم لأنه درس حقيقي يحمل دلالات متعددة تبدأ من احترام البيعة والمعاهدة وتسير بحب المليك المفدى ولا تنتهي بمعرفة مخاطر التحركات الخارجية على بلاد الحرمين الشريفين. عندما يحتكم الإنسان لوعيه الصحيح، فسينتج عن ذلك إيمانه التام بأن أبواب المطالبات الخاصة والعامة مفتوحة لها أبواب حكومتنا الرسمية دون الرغبة في إثارة الفوضى وإتباع الغوغائية. العقل هو غربال هذه الحياة لأنه لا يبقي إلا ما يعي أنه إيجابي بأصله وتبعاته، ويترك للأقدام سلبيات الآخرين ليدوسها وينتعلهم سائراً نحو المجد. في النهاية، إن الثور، هو من كان يعتقد بقيام هذه الثورة فكيف بمن كان يؤمن ويراهن على نجاحها * سلطان سليم المنصوري – مجلة عربيات الدولية