كنتُ استمتع بإغفاءة الظهيرة عندما أطلق الجوال رنينه معلناً عن وصول رسالة ..فركتُ عيني و أمنيتي ألا يطير النوم بعيدا عن فراشي و فتحتُ الرسالة تلك فإذا بها تقول : ( تركيبك لأدوات الترشيد المجانية وسيلة لتوفير 40% من استهلاك المياه في المنزل . مع تحيات وزارة المياه و الكهرباء ) و هنا حلّق النوم بعيدا و لا أمل لي في عودته فلقد جاءت الرسالة لتنقض الجروح التي عزّ علاجها .. يا وزارة المياه أين المياه ؟! الصيف وضع ركابه في الطائف و الماء كالسراب !! يا وزارة المياه ، نرجوكِ أن توفري المياه قبل توفير أدوات الترشيد .. و لكِ عهد أيتها الوزارة الموقرة : سنحافظ على المياه ، و سنضع أدوات الترشيد .. و لكننا نريد أعزّ مفقود .. نريد الماء ، فالخزانات عطشى ، و المواسير تلحس أشداقها المتشققة ، و الصنابير تقهقه عندما نفتحها و نحشر رؤوسنا تحتها و كأننا سنرى تلك القطرة الصغيرة من الماء و هي تحاول الاختباء و كأننا سنصيبها بالعين فتسقط صريعة بين أيدينا فنتضارب ليفوز بها محظوظ واحد ... يا وزارة المياه ما نفع تركيب أدوات ترشيد المياه و المياه حلم من الأحلام؟!