نظَّم مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام شهراً للتوعية بمرض السكري وورش عمل مخصصة للأطفال المصابين بمرض السكري بعنوان (فلنحمِ مستقبلهم) وذلك في المركز الترفيهي بالمستشفى. واستهدفت الورش الأطفال المصابين بداء السكري وذويهم، لا سيما مع التزايد المستمر لمعدلات الإصابة بهذا المرض في المملكة، حيث كشفت أحدث الإحصائيات عن تبؤ المملكة قائمة الدول العالمية الإحدى عشرة التي ينتشر بها داء السكري من النوع الأول، وخصوصاً النوع المرتبط بالسمنة. وتأتي إقامة هذه الورشة من منظور خدمة المجتمع والحد من مرض السكري ومضاعفاته، حيث تهدف إلى تعزيز وعيه بأهمية ضبط معدل السكري لدى الأطفال المصابين به وتعليمهم أهم طرق التعايش مع هذا المرض وبالأخص أثناء وجودهم في المدرسة و حين اشتداد المرض عليهم لتفادي حدوث مضاعفات خطيرة للطفل بسبب ارتفاع وانخفاض معدل السكر المتكرر التي يمكن تفاديها بإذن الله ثم من خلال عملية التثقيف الصحي للطفل المصاب وذويه بطرق التعايش مع المرض و كيفية التعامل معه، من جهته صرّح الدكتور محمد قمبر استشاري الغدد الصماء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ضمن فعاليات اليوم العالمي للسكري بأن مرض السكري من الأمراض المزمنة والواسعة الانتشار حيث يبلغ عدد المرضى في العالم حوالى 400 مليون مصاب ويصل معدل الإصابة في المملكة إلى أكثر من 20% وهذا يعطي المملكة الترتيب السابع بين أكثرالدول إصابة بهذا المرض وفقاً لآخر الإحصائيات العالمية. نسبة 20% تعني أن خمس سكان المملكة مصابون بالسكري مما يشكل عبئاً كبيراً على القطاع الصحي ناهيك عن آثاره السلبية الاقتصادية والاجتماعية. وأردف قمبر ضمن الحوار المختص بهذه المناسبة بأن التحكم بمرض السكري يستوجب على المريض الالتزام بعدة أمور منها الحمية الغذائية والنشاط البدني بالإضافة إلى المداومة على العلاج وهذا يمثل تحدياً لبعض المرضى وذلك لعدة أسباب يمكن إيجازها بالآتي: أولاً: بالنسبة للحمية الغذائية، فتكمن صعوبة الالتزام بها في كونها خاضعة لعدة عوامل منها المغريات القوية للأطعمة غير الصحية المدعومة إعلامياً وأيضاً سهولة الحصول عليها من المطاعم التي تعجبها كل مدن وقرى المملكة. العامل الثاني هو العادات الموروثة اجتماعياً ومالها من تأثير بالغ في كمية ونوع الطعام الذي نأكله. من الأمور المهمة أيضاً والتي أثبتت علمياً هي ظاهرة الأكل اللا شعوري ويمكن تعريفها بالأكل الزائد عن حاجة الإنسان والذي يتم تناوله لا إرادياً وذلك لعدة أسباب منها حجم الأطباق ولونها وشكلها ومايرافق الوجبات من مناسبات أو مشاركة بعض الأشخاص وخاصة المقربين. كل هذه العوامل وغيرها تجعل من الصعوبة بمكان المحافظة والاستمرار على حمية صحية.