قال أبو حمزة أحد مقاتلي الجيش الحر في مخيم اليرموك ل «الشرق»: إن المفاوضات بين أهالي المخيم وقوات النظام فشلت في التوصل إلى حل لفك الحصار المفروض عليه منذ أشهر، مشيراً إلى أن قوات النظام اشترطت أن يقوم مقاتلو فصيلين فلسطينيين مسلحان يعملان مع الجيش الحر بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للقوات السورية مقابل العفو عنهم، فيما يجري تأمين انسحاب باقي المقاتلين من المخيم، على أن يقوم جيش التحرير الفلسطيني وتنظيم الجبهة الشعبية (القيادة العامة) المتحالف مع النظام بمهمة تأمين حماية مداخل المخيم مع التعهد بعدم التعرض للفلسطينيين المطلوبين للسلطات السورية وتسوية أوضاعهم وإعادة جميع الخدمات إلى المخيم وتأمين وصول المواد التموينية والأغذية إليه، مضيفاً أن الجيش الحر والفصيلين الفلسطينيين رفضا شروط النظام بستليم السلاح، وهو ما دفع قوات الأسد إلى تصعيد قصفها على المخيم أمس بكل أنواع الأسلحة، وأضاف أبو حمزة أن قوات الأسد تكثف استعداداتها لاقتحام المخيم. وكانت مباحثات دارت منذ الأحد بين الحكومة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية لجعل مخيم اليرموك في منأى عن النزاع، وقاد وفد برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا القادم من رام الله مباحثات مع السلطات السورية، حول مقترح فلسطيني لتحييد المخيم المحاصر منذ شهور عن النزاع الذي أدى إلى دمار كبير فيه ونزوح عشرات الآلاف من سكانه، حيث تشير المصادر إلى أنه لايزال ما بين 20 و25 ألف فلسطيني يقيمون في المخيم حالياً، من أصل نحو 170 ألفاً كانوا يقطنونه قبل انطلاق الآعمال العسكرية في محيط العاصمة. وفي جنوبدمشق نفَّذ انتحاريان عمليتين ضد قوات الأسد في المنطقة الجنوبية الأولى استهدفت حاجزاً لقوات النظام في منطقة سيدي مقداد، فيما استهدفت الثانية مبنى لقوات الأسد في حي التضامن القريب من المخيم. وقالت تنسيقية دمشق الكبرى إن الجيش الحر في المنطقة الجنوبية من العاصمة بدأ أمس عملية لفك الحصار الخانق عن الجنوب المحاصر وللدفاع عن المدنيين ولتخفيف الضغط العسكري الشديد الذي تتعرض له هذه المناطق خاصة من المليشيات الطائفية. وأشارت التنسيقية إلى أن قوات الأسد بدأت عملية اقتحام بلدة حجيرة البلد جنوبدمشق وحذرت من حدوث مجازر بحق أكثر من 200 ألف مدني في الجنوب بعد اقتحام ميليشيات حزب الله ولواء أبو الفضل العباس بلدتي الحجيرة وحجيرة البلد، وتوجههم إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم. كما سقطت أمس خمس قذائف هاون في حيي باب شرقي وباب توما المسيحيين ما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وسقوط عدد من الجرحى واتهمت ناشطة في دمشق قوات النظام بالضلوع في قصف هذه المناطق مؤكدة أنها صاحبة المصلحة الحقيقية في استهداف المدنيين.