قال علي تمي عضو الهيئة القيادية في تيار المستقبل الكردي في سوريا ل «الشرق» إن تيار المستقبل مازال ملتزماً بثوابته السياسية والثورية، في تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري بالحرية والعدالة رغم التعقيدات والانزياحات التي طفت على السطح بسبب أسلمة الثورة وتسليحها وانكفاء القوى المدنية والمجتمعية نتيجة تصاعد وتيرة العنف التي يتحمل مسؤوليتها النظام أولاً وبعض قوى المعارضة ثانياً والقوى الإقليمية والدولية ثالثاً، معتبراً أن هناك تواطؤاً بين جميع الأطراف لوأد الثورة السورية وتحويلها إلى حرب أهلية شاملة، وهو ما يعني في النهاية تحويل سوريا إلى دولة فاشلة وفي أحسن الأحوال تقسيمها إلى دويلات، وفي الحالتين مد حبل إنقاذ للنظام من السقوط. وحول ما تتعرض له المناطق الكردية، أشار تمي إلى أن من الطبيعي أن تكون تلك المناطق أيضاً جزءاً مهماً من الصراعات الإقليمية والدولية، خاصة أن تركيا التي تحارب منذ أكثر من 30 سنة حزب العمال الكردستاني وجدت أنه من المفيد أن توجه طاقاته إلى صراعات خارج حدودها. فيما انبرت القوى الإسلامية المتطرفة لتنفيذ أجندات بعيدة كل البعد عن روح الشعب السوري والثورة السورية؛ ما دفع كثيراً من القوى الكردية للحذر من المستقبل، وذلك بالتساوق مع مخاوف الشارع الكردي التي عززتها المواجهات بين حزب العمال والقوى الإسلامية، خاصة أن المشاركة السياسية الكردية في قوى المعارضة بقيت هزيلة وانتقائية، وذلك ضمن سياسة تهميش من قبل المجلس الوطني ومن بعده الائتلاف، واعتبر التمي أن تعيين الدكتور بسام عبدالله العضو في تيار المستقبل سفيراً للائتلاف في ألمانيا هو خطوة متأخرة في الاتجاه الصحيح، لكنها ستبقى قاصرة إن لم تعززها مشاركة فاعلة للتيار في الهيئة السياسية للائتلاف، خاصة أن التيار لعب دوراً مهماً في انطلاقة الثورة السورية ويستند إلى قاعدة شعبية مدنية في الأوساط الكردية. وعن الوضع المعيشي في المنطقة الكردية، حذر تمي من أن المناطق الكردية تئن تحت ضغط اقتصادي وإنساني خطير، فهي تتحمل عبء أكثر من نصف مليون مهجَّر سوري، وتواجه خطر الجماعات الإسلامية المتشددة التي تحاصرها وتمنع دخول المواد الغذائية إليها، وخطر هيمنة قوات الاتحاد الديمقراطي التي تفرض الإتاوات وتتحكم في مداخل ومخارج المدن الكردية مناشداً هيئة التنسيق والدعم بالاهتمام وتقديم الدعم والمساعدة الغذائية لهذه المناطق.