يعود اسم «منفوحة» قديماً إلى قرية من قرى وادي حنيفة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين. كانت بيوت منفوحة من الطين، وتلتصق ب «نجد»، واشتهرت فيها عائلة آل مزروع التميمية الشهيرة قبل قيام الدولة السعودية. تأسست منفوحة على يد قوم من بني قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل على أرض أعطيت لهم من قبل أبناء عمومتهم بني حنيفة قبل الإسلام بقرون، ودخلت منفوحة في القرن الثامن عشر الميلادي (الثاني عشر الهجري) في حرب مع دهام بن دواس، أمير الرياض النشيط الذي طرده أبناء عمومته من منفوحة. منفوحة الحديثة مشهد من تجمع الإثيوبيين في منفوحة وقت الأحداث قاوم بن دواس توسع الدولة السعودية الناشئة لما يزيد على عشرين عاماً قبل أن الاستسلام للحكم السعودي، وتزامنت نشأتها وتأسيسها مع تأسيس مدينة حجر اليمامة «الرياض»، وسقطت منفوحة بعد ذلك في يد الأتراك، غير أنهم سرعان ما غادروها كما غادروا نجد بسبب استمرار الغارات ضدهم، وأعاد تركي بن عبدالله ضم منفوحة إلى الدولة السعودية الثانية مرة أخرى عام 1824م، ثم حكمها عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بعد دخوله مدينة الرياض عام 1902م، وبداية الدولة السعودية الثالثة. تميزت منفوحة بمزارعها التي عرفت في كل أنحاء نجد، كون وادي حنيفة يمر فيها، وعمل أهلها في الزراعة والتجارة، واهتموا بالعلم كثيراً. الأعشى الشاعر منازل طينية في حي منفوحة تشير إلى التاريخ (تصوير: رشيد الشارخ) من أبرز مسميات هذه القرية قديماً «منفوحة الأعشى»، نسبة إلى الشاعر العربي الجاهلي المعروف ميمون بن قيس، الملقب بالأعشى، الذي نشأ وعاش فيها، ويعد من أشهر سكانها، وهنالك شارع كبير يشق هذا الحي يحمل اسمه إلى يومنا هذا. في العصر الحديث، ينسب اسم «منفوحة» إلى أحد أحياء مدينة الرياض بعد توسع العاصمة الهائل في القرن العشرين، حيث هدمت أسواره، ومعظم مبانيه الطينية، كما هجره غالبية سكانه إلى مناطق أخرى في الرياض، ويقع هذا الحي الآن جنوبالرياض، وتتوافر فيه جميع الخدمات، ويعد من أكبر الأحياء العشوائية في الرياض، وأغلب سكانه من الجاليات المصرية والسودانية والإثيوبية والصومالية، بالإضافة إلى جاليات أخرى. ديموغرافيا منفوحة خريطة منفوحة يبلغ عدد سكان منطقة جنوب مدينة الرياض نحو 500 ألف نسمة (9% من سكان مدينة الرياض)، وتبلغ مساحتها نحو 923 كلم2، وتقدر مساحة المنطقة المطورة منها بنحو 300 كلم2، وتتبع لها 4 بلديات، هي: الشفا، والعزيزية، والسلي، والحاير. وأوضح أحد سكان منفوحة القدامى، علي يحيى، ل «الشرق» أن الإثيوبيين من سكان الحي يحتلون نسبة كبيرة، بينما يندر وجود سعوديين فيه، ولا تتجاوز نسبتهم في الحي 10%، وهم من قدامى الحي الذين لم ينتقلوا منه إلى الآن، وأغلبهم يسكنون خلف شارع الستين، والبقية في هذا الشارع من الجنسيات المصرية، والباكستانية، والهندية، وعدد قليل من جنسيات أخرى، أما منطقة شارع الفريان فيمثل فيها الإثيوبيون نسبة 85% من السكان، والنسبة المتبقية موزعة على عدد من الجنسيات، أما السعوديون فيمثلون 1% منها، وهم نادرون وقليلون جداً.