عمان – الشرق أميمة بوحليقة: القراءة خارج الصف تكسب الأطفال مهارة التعلم أمل بو زين الدين: هناك افتقار إلى معلِّم المعلِّم في برامج اللغة محمد المومني يستعرض التجربة البحرينية في اكتساب اللغة العربية اختتم المنتدى العربي السنوي للتطوير التربوي 2013، الذي نظَّمته مؤسَّسة الفكر العربي من خلال مشروع «عربي21»، على مدى 3 أيام في الأردن، يوم أمس الأول، أعماله بجلسة حملت عنوان «وماذا بعد؟ خطة مستقبلية»، خرجت بمجموعة من الالتزامات، وليس التوصيات التي يعجز القيِّمون على المنتدى عن الالتزام بتحقيقها، وكرَّست عملانية هذا المنتدى العربي؛ إذ تعهَّد المشاركون من خلال هذه الالتزامات، وغالبيتهم من المجتمع المدني، وليسوا في مواقع حكومية «معلِّمو ومديرو مدارس وجامعات خاصة وحكومية، خبراء تربويُّون، نشطاء اجتماعيون، فنَّانون وكتَّاب، مدرِّبون، جمعيات أهلية..»، بالالتزام بها وتحقيقها؛ ومن تلك الالتزامات، التعهُّد بتأليف كتاب موجَّه للطفل العربي، يهدف إلى تعزيز مكانة أستاذ اللغة العربية والتشبُّه به، أو التعهد بتأليف كتب موجِّهة لمعلِّم اللغة العربية حول كيفية توظيف الشعر أو النصِّ المسرحي في مناهج اللغة العربية، إنتاج جعبة تربوية متكاملة لتعليم اللغة العربية لأطفال الروضات مصحوبة بدليل للمعلِّم، إنشاء صفحة على «الفيسبوك» للتواصل وتبادل الخبرات والكتب التي يمكن أن يستفيد منها أيُّ مختصٍّ في اللغة العربية، الاحتفال بيوم 18 ديسمبر، بوصفه اليوم العالمي للغة العربية، كأي مناسبة أو عيد يتمُّ الاحتفال به في الوطن العربي، القيام بأنشطة متنوِّعة في خدمة اللغة العربية على مستوى الوطن العربي. مهارات القرن في حقيبة تعليمية أما عن الاقتراحات للنهوض ببرامج إعداد معلِّمي اللغة العربية، بالاستناد إلى مهارات القرن الحادي والعشرين، فتمثََّلت في ضرورة إعداد حقيبة تعليمية عربية معتمدة، تضمُّ مهارات القرن ال 21 وممارساتها التعليمية، والحاجة إلى بناء اتجاهات إيجابية لدى الطلبة تجاه اللغة العربية وتعليمها، وفرض اختبار لغوي يخضع له كلُّ طلاب – معلِّمي اللغة العربية، وتحسين المستوى المعيشي لمعلِّمي لغة الضاد. كما تضمنت الاقتراحات، التنسيق بين الجامعات العربية لوضع المعايير واستنباط طرق لتعليم اللغة العربية، والتزام الحكومات العربية بتخصيص منح للمُتفوِّقين في اختصاص تعليم هذه اللغة، واعتماد رخصة مهنية لممارسة مهنة تعليم اللغة العربية، على أن يتمَّ تجديدها كلَّ 3 أو 5 سنوات، وضرورة إيجاد شبكة لتوحيد الجهود العربية في ما يتعلق بالتجارب الخاصة ببرامج إعداد معلِّمي اللغة العربية، والاجتهاد في رصد الممارسات الفضلى في القرائية. وجاء ختام المنتدى، بورشة تفاعلية في إطار «المقهى العالمي»، أدارته كلٌّ من: د. أمل بو زين الدين من بيروت القائمة بأعمال عميد كلية البحرين للمعلمين في جامعة البحرين، ود. هنادا طه، وإيفا كوزما؛ حيث تناول المقهى محورين أساسيَّين: الأول «القضايا أو المشكلات التي تواجه برامج إعداد معلِّمي اللغة العربية»، والثاني «الاقتراحات الأولية للنهوض ببرامج إعداد معلِّمي اللغة العربية بالارتكاز على مهارات القرن الحادي والعشرين». وكان لدى المشاركين المتخصِّصين جملة من الأهداف المرغوب فيها، التي يصعب الوصول إليها في الوطن العربي عموماً، وإن كانت غير مستحيلة، أي سلَّة من القضايا والمشكلات، في مقدِّمها: الافتقار إلى معلِّم المعلِّم في برامج إعداد معلِّمي اللغة العربية، الحاجة إلى ضوابط لقبول الطلبة في كليات إعداد المعلمين، غلبة الاقتباس والتبعية على تصاميم برامج إعداد معلِّمي اللغة العربية، الافتقار إلى تقويم علمي لأداء الطالب – المعلِّم باللغة العربية. خصوصية اللغة العربية وكانت الدكتورة أمل بو زين الدين، قد بدأت أعمال اليوم الختامي بجلسة حول «تحديد إطار مرجعي مقترَح لتقييم برامج إعداد معلِّمي اللُّغة العربيَّة»، انطلقت فيها من ضرورة تمهين فنِّ التعليم، ومن قضايا إعداد المعلمين في البلاد العربية، والعوامل التي تؤثِّر على مدى فاعلية إعداد المعلمين، ومن تعريف برامج إعداد المعلمين. واقترحت 10 محاور لتقييم برامج إعداد معلِّمي اللغة العربية، بما في ذلك نحو 81 معياراً لتقييم المعلمين، آخذة بعين الاعتبار خصوصية اللغة العربية. وتلت الجلسة، ثلاثة عروض لتجارب من مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، فعرض رئيس قسم اللغة العربية في جامعة البحرين الدكتور طلعت باشا «برامج إعداد معلِّمي اللغة العربية في كلِّية البحرين»، شارحاً رؤية قسم اللغة العربية في الجامعة، المتمثِّلة في الريادة والتميُّز في مجال تعليم وتعلُّم اللغة العربية بفروعها المختلفة، لرفد المجتمع بكفاءات مؤهَّلة علمياً، وتقديم برامج أكاديمية تتَّسم بالإبداع والعمل الجماعي التعاوني والتفاعلي، والاستفادة من أفضل الممارسات المتوفِّرة عالمياً في مجال تعليم اللغات، وتزويد الطلاب بالمهارات العلمية والعملية ومهارات التفكير الناقد. وقدَّمت تجربة الأردن، ميسون مسعود، التي تحدثت عن مبرِّرات إطلاق «شبكة اللغة العربية» في الأكاديمية، ومن بينها النتائج غير المرضية لمشروع المسح الوطني لتقييم القراءة والحساب للصفوف الأولى 2012. وشرحت فلسفة البرنامج ومنهجيته وآليات تنفيذه، وأبرز ما هدفت إليه الشبكة، المتمثِّل في تطوير مهارات تعليم وتعلُّم القراءة والكتابة باللغة العربية، وذلك عن طريق تطوير اتجاهات إيجابية لدى معلِّمي اللغة العربية، نحو أهمية تدريس مهارتيْ القراءة والكتابة في غرفة الصف، وتعريف المعلمين بهذه المنهجية وفقاً لتطبيقات الأبحاث المستجدَّة في علم التدريس، وإنشاء مجتمعات تعلُّم مهنية على مستوى المدرسة والشبكة. القدرة على القراءة وعرض تجربة المملكة العربية السعودية حول «القرائية» المستشار التربوي ورئيس مدارس الظهران الأهلية «قسم البنين»، فوزي جمّال، ومعلمة اللغة العربية في مدارس «أرامكو» السعودية أميمة بوحليقة. حيث عرَّف جمّال القرائية على أنها القدرة على القراءة والكتابة والتحدث والإصغاء والتفكير، من أجل التعلُّم والتواصل وتكوين معنى للنصوص؛ وردَّ أهمية التركيز على القرائية إلى ارتباطها الوثيق بمعدلات التسرب من المدرسة، والدَّرجات، والمشكلات السلوكية، والنجاح في الدراسة الجامعية، وفُرص الحصول على وظيفة، ومهارات القرن الحادي والعشرين. وانطلقت بوحليقة من تجربتها الشخصية في تعليم الأطفال، لتبيان مدى إفادتها من برنامج تدريب مدرِّبي القرائية، حيث كانت جملة من التحديات تحيط بصفوف اللغة العربية لدى الأطفال في مدارس «أرامكو» ومنها: التحدث باللهجة المحكية غير المألوفة، ضعف القراءة والاستيعاب والكتابة، الملل وعدم التفاعل. والدور الذي قامت به لتشكيل مجموعات تتحدَّث بلغة واحدة فصيحة «وحَّدت بين لهجات أو عاميات الأطفال المختلفة، من مصرية ولبنانية وخليجية وغيرها»، والقراءة خارج الصف، وتبادل الرسائل مع الطلبة، ما أفضى إلى مُخرجات تعلُّم مرضية في العربية. العربية والاكتساب اللغوي وكان المنتدى قد بدأ أعمال يومه الثاني، بمداخلة محمَّد مومني من تونس المحاضر في كلية البحرين للمعلمين، تحت عنوان «الاكتساب اللغوي وتعلُّمية اللغة العربية»، ناقش فيها التنافر بين التيارات المفسِّرة للاكتساب اللغوي، شارحاً البرنامج اللغوي الطبيعي، الذي لا يقتضي اللجوء إلى معرفة البنيات العميقة للغة وقواعدها، مشيراً إلى خضوع هذا البرنامج للتحديث المستمر والترقية، مشيراً إلى أنه في مقابل أحاديَّة البرنامج اللغوي الطبيعي، تتعدَّد البرامج اللغويَّة الصناعيَّة، ويقوم حرج هذه البرامج في تشتُّتها بين النحو الضمنِّي والنحو الصناعي. وتحت عنوان «تعليم اللُّغة العربيَّة بين المغرب والمشرق، أو رحلة النَّماذج بحثاً عن الممارسات الفضلى: تونس ومملكة البحرين نموذجاً»، كما تابع سامي الرحموني من تونس واختصاصي في مناهج تعليم اللغة العربية في البحرين العرض النظري الذي قدمه المومني حول اكتساب اللغة وتعلُّمها، معتبراً أن نجاح علوم التربية في تحقيق أهدافها لن يتمَّ إذا ما تغافلنا عن مظاهر نموِّ الطفل ومعارفه اللسانية ووعيه الحادِّ باللغة عند التدريس، وإذا ما أبقينا على تصوُّر تعليمي يركِّز على حفظ آليٍّ للقواعد، وذلك من ضمن قوالب لغويَّة جافَّة معزولة عن سياقات التداول والحياة. وأكَّد أن تجارب المدرسة العربية أظهرت أنها تلهث وراء ضمانات النجاح، وأنها قرَّبت الشقَّة بين سائر الدول العربية بأشكال مختلفة، لا جامع بينها إلا وحدة المناويل التعليميَّة المعتمدة، ووجود نوع من الفصام في التعامل مع هذه اللُّغة: فهي من جهة لغة البلاد الرسمية المستهدفة بالتعلُّم والرعاية، والمؤتمنة على نقل المعارف والعلوم، وهي في الآن نفسه تشكو من: غياب التخطيط اللغوي الذي ضيَّع على المدرسة العربيَّة فرصاً تعليمية عدَّة، أبرزها إهمال المعلِّمين ومخطِّطي المناهج استعدادات المتعلِّمين اللسانيَّة، وقدرتهم على يسر الانتقال من منوال لسانيٍّ لهجيٍّ دارج إلى منوال لساني عربيٍّ فصيح. فضلاً عن حاجة مناهج اللُّغة العربية إلى مراجعة جذرية وشاملة تجعلها مواكبة للتغيُّرات المتسارعة التي نعيشها في عالم اليوم، وحاجة الممارسات التعليميَّة التعلُّمية وطرائق تعليم اللغة العربيَّة إلى موجِّهات فنيَّة ترتقي بالعملية التعليمية إلى حدٍّ من التَّمهُّن أو الاحترافيَّة. المدارس المغربية واللغة العربية وقدَّم د. مصطفى شميعة المتخصِّص في التلقي الحديث للنصِّ الأدبي القديم؛ عرضاً بعنوان «تدريس اللغة العربية في المدرسة المغربية: مرحلة الابتدائي نموذجاً – نماذج دراسية في إنجاز التطبيقات وأشكال التقييم». وشرح ملامح ومضمون «البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين» الهادف إلى تقويم الاعوجاج وإصلاح ما فسد في الفصل الدراسي المغربي، الذي حظيت اللغة العربية فيه بنصيب من الإصلاحات من خلال استحداث برامج جديدة، وأنماط ومقاربات بيداغوجية حديثة ومتلائمة مع السياق التربوي الدولي، فضلاً عن استحداث مناهج وآليات تهدف إلى التربية التكوينية للطفل لتمكينه من الكفايات الملائمة لمواجهة الحياة، وبالحظوظ نفسها مع زملائه. المشاركون في ورش العمل