لا تقلّ غرفة الجلوس أهمية عن باقي غرف المنزل بل هي الأكثر استهلاكاً حيث تقضي الأسرة معظم وقتها فيها خصوصاً بعد يوم طويل من العمل.. وحظيت غرف الجلوس بمسمّيات مختلفة بناءً على الغرض الذي تؤديه.. فغرف”الاستقبال” مخصّصه للزوّار والتي تعرف بالعاميّه باسم “المجلس” وهي أول ما يراه الزائر فلابد من تصميمها بدقه كونها تنقل صورة مباشرة عن باقي المنزل.. بينما “غرفة المعيشة” تحتضن الأسرة وعادةً ما تكون في منطقة تتوسّط المنزل (على نقيض غرفة القراءة أو المكتبة)، كما تكون شبه مفتوحة على بعض الغرف، فأطلق عليها لفظ “الصالة” بالعامية أيضاً .. بالرغم من اختلاف المسميات إلا أن العناصر جداً متقاربة .. فأي غرفة جلوس لابد وأن تحتوي على كنبات وكراسٍ، طاولة للقهوة، (فاترينة) للتحف أو أرفف للكتب، مع إضاءة مناسبة وقطع من السجّاد.. ولكن مدى فعالية وراحة الغرفة لاتكمن في المقتنيات وإنما في طريقة التنفيذ وهنا سرد لبعض الأسرار .. وتتضمن الأسرار تحديد هدف الغرفة أي إن كانت للاستقبال أم للمعيشة، فإن كانت للاستقبال فينبغي أن تتسم بطابع الرسمية في قطع الأثاث والألوان.. بينما غرفة المعيشة تكون أكثر أريحية وبها جهاز تلفاز وإضاءات تخدم الاحتياجات المختلفة، كالقراءة و ومشاهدة التلفاز، وهكذا... لابد من الاقتناع من أن هذه الغرفة مريحة ومبهجة وإننا بكامل الرضا عن طرازها وطريقة تصميمها وأن بها كل ما يلبي احتياجات الأسرة من الأرائك وطاولة قهوة إلى تحف وكتب مسلّية. وينبغي مراعاة أن يكون الأثاث عمليا وأنيقا بحيث نبحث عن قطع تنتمي للطراز المرغوب وبالألوان المناسبة لذلك النوع من الغرف مع التركيز على عنصر الفعالية..أي هل هذه القطعة عملية وقابلة لاستهلاك الأسرة لعدد من السنوات إضافةً لجمال شكلها أم لا.. فعلى سبيل المثال هل هذه “أباجورة” أنيقة الشكل سواءً كانت مضاءة أم مطفأة أم لا؟ ويعد عنصر الفنون الجدارية في غايه الأهميه خاصة عندما يكون الجدار خاليا من النقوش و”التقليمات”، فينبغي البحث عن المناسب سواء من اللوح الفنية والتي تكون حسب ذوق الأسرة وبألوان تدعم ألوان الغرفة.. أو بالبراويز والتي يمكن توزيع عدد منها بشكل فني، حيث يصبح ذلك الجدار أول ما يجذب الانتباه عند الدخول لتلك الغرفة.. أو تعليق تحفة فنية جدارية نادرة. وتعتبر الإضاءة عنصرا أساسيا خاصة في الغرف الضيقة وذلك لأنها تقوم بعكس الضوء وتوهمنا بأن المكان أوسع مما هو عليه فعلياً وأكثر انتعاشاً.. ولا نغفل دور النباتات والتي لها مفعول ساحرمن حيث جعل المكان يبدو أكثر نظافة وانتعاشا خصوصاً إن كانت نسبة اللون الأخضر كثيرة فهي تبعث الراحة للعين والانشراح للنفس.. وإن كانت مجرد زهور ملونة فعلينا حسن الاختيار والتنسيق مابين ألوانها ولون “الفازا” لدعم لوحة ألوان الغرفة فتبدو الورود أكثر بهجة. ومن العناصر الهامة طاولات الزجاج التي تسمح للعين رؤية الأرضية كاملة فتبدو الغرفه أكثر اتساعاً وتنظيماً وأقل ازدحاما بالأثاث.. كما أنها أكثر عصرية.. ويفضّل استخدام خداديات كبيرة وبعدد أقل عوضاً عن تلك الأصغر حجماً و أكثر عدداً وذلك لأن الأولى تجعل المكان يبدو أكثر تنظيماً من الثاني.. وهي أحد مهارات التصميم الداخلي، حيث يستخدم لون مخالف لباقي الألوان المستخدمة، كأن تكون الغرفة بتدرجات الأبيض والبيج ويتم وضع كرسي و تحفة بسيطة باللون البرتقالي أو أي لون آخر. فتكون تلك القطعتان بارزتين وواضحتين بذلك التصميم. وتعد طريقة التماثل هي إحدى الطرق التي تشعرنا بمدى تنسيق وتنظيم المكان حيث يكون لدينا عنصر فاصل بين الطرفين لتتم المقارنة... فعلى سبيل المثال إن كان لدينا نافذة أو باب فنحرص على تنسيق قطع الأثاث والتحف بشكل متماثل عن يمين ويسار الباب أو النافذة. يفضّل استخدام خداديات كبيرة وبعدد أقل عوضاً عن تلك الأصغر حجماً