علمت «الشرق» أن زيارة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل للأردن الأحد المقبل برفقة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ستكون بروتوكولية محضة، وأنها لن تتضمن أية محادثات سياسية بين مشعل والمسؤولين الأردنيين. كما علمت «الشرق» أن الزيارة ستستمر لعدة ساعات فقط حيث من المفترض أن يصل الشيخ تميم ومشعل إلى عمان صباح الأحد، ويغادرانها عصراً، وأن تلك الزيارة لم تتأكد بشكل نهائي إلا أمس، لتكون أول زيارة سياسية لمشعل إلى الأردن منذ 13 عاماً. في حين كان قد قام بزيارات إنسانية إلى الأردن خلال الأعوام الماضية لعيادة والدته المريضة ولتلقي العزاء بوفاة والده في عمان. وتؤكد أوساط رسمية أردنية أن التركيز الأردني ينصب على زيارة ولي العهد القطري أكثر من زيارة مشعل. حيث تندرج المسألة برمتها في زاوية المجاملة الدبلوماسية لقطر. إلى ذلك أكد مصدر مسؤول في الديوان الملكي الأردني ل «الشرق» أن زيارة ولي عهد قطر إلى الأردن ستستمر لمدة يوم واحد. وأن الملك عبدالله الثاني سيلتقي الشيخ تميم وخالد مشعل، حيث من المقرر أن تتخلل الزيارة مباحثات بين الجانبين الأردني والقطري، وهي ستركز على العلاقات الثنائية الأردنية القطرية فقط. ولم يستبعد المصدر ترتيب لقاءات أخرى للشيخ تميم مع مسؤولين أردنيين. ومن ناحية أخرى أكدت المصادر صحة ما نشرته «الشرق» قبل شهرين تقريباً عن أسباب تأخير زيارة مشعل للأردن، وذلك بسبب ارتباطات الشيخ تميم. إلا أن صراعاً خفياً بين مراكز قرار في الدولة من ناحية والحكومة من ناحية أخرى أدى إلى إفراغ تلك الزيارة من معناها السياسي. حيث كان رئيس الوزراء الأردني يرغب في أن تتضمن الزيارة مباحثات سياسية، وأن تكون مدخلاً لعلاقات مع حماس قد تفضي إلى نقل مكاتبها من دمشق إلى عمان. إلا أن الأجهزة الأمنية ومؤسسات أخرى في الدولة كانت ترى أن ذلك ليس في مصلحة الأردن. وهو ما عززه كذلك نصائح من دول خليجية وجهت للأردن بالتمهل في مسألة العلاقة مع حماس. ويشهد ملف العلاقة مع حماس تطورات مهمة في الفترة الأخيرة، من بينها أيضاً فك الارتباط بين تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن وحركة حماس، تمهيداً لإعلانها كتنظيم الإخوان المسلمين في فلسطين.