يتفق الجميع على موهبة الفنان رابح صقر، وأنه أحد أهم الأسماء الفنية والموسيقية على الساحة الخليجية والعربية. وكانت أولى خطوات دخوله الساحة الفنية بتشجيع ودعم من أصدقاء الطفولة والمقربين، وكان مسرحها «كشتات البر» ومناسباتها «حفلات السمر». وفي محاولة أولية لكسب الثقة والحصول على الدعم المعنوي، كان يفكر جدياً في اقتحام الساحة الفنية، لثقته بما يملكه من موهبة وإبداع، لكنه كان يحتاج إلى المساندة والتشجيع، وكانت الفكرة أن يقتحم الساحة عازفاً، أو ملحناً، ولكن الفرصة سرعان ما جاءت ليدخل إلى الساحة الفنية كمطرب. وجاء ألبوم «يا نسيم الليل» في العام 1983م، بمثابة الإعلان عن قدوم موهبة فنية وموسيقية في الوقت نفسه، وحقق نجاحاً باهراً من أول مرة، وحينها اعتقد بعض النقاد في الساحة الفنية أن ذلك النجاح الباهر لم يكن إلا ضربة حظ، أو فقاعة صابون، إلى أن جاء ألبوم «صابرين»، الذي كان من أهم محطات رابح صقر الفنية. وتوالت النجاحات حتى أصبح يحظى بأكبر قاعدة جماهيرية، خاصة ضمن فئة الشباب التي تستمتع جداً بجلساته وحفلاته، وحتى في فترة توقفه التي كانت خارجة عن إرادته، والتي استمرت لخمسة أعوام، وكانت الجماهير تناديه وتطالبه بالاستمرار، مما جعله يعدل عن فكرة الاعتزال، ويقرر الاستمرار بعد فترة التوقف، وكانت الأخبار تتناقل بين عشاقه ومحبيه حتى أعلن العودة، رغم كل المعوقات والصعوبات التي كانت تواجهه. وتوالت إبداعاته ونجاحاته، وكان الصقر على موعد مع إبداع آخر، حين تم تكليفه من اللجنة المنظمة المهرجان التراث والثقافة «الجنادرية» بتلحين أوبريت الجنادرية 22، الذي كان بعنوان «أرض المحبة والسلام»، حيث احتوى الأوبريت على ثماني لوحات، أبدع الصقر في تلحينها، واستخدم مقامات وإيقاعات لأول مرة في الأوبريتات الوطنية بشكل مكثف. لذا توقع المتابعون أن يكون اسم الفنان رابح صقر من بين الأسماء المشاركة في أوبريت الجنادرية المقبل، بعد حضوره المميز في أوبريت العام الماضي، والذي كتب كلماته الشاعر عبدالله الشريف، ولحنه ناصر الصالح بالمشاركة مع رابح صقر، وأيضاً مشاركة رابح غنائياً مع الفنانين محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد. لكن، تأكد غياب الفنان رابح صقر عن أوبريت الجنادرية لهذا العام، بعدما أُعلنت أسماء الفنانين المشاركين، ولم يدرج اسمه ضمن القائمة، حيث حل الفنان خالد عبدالرحمن بديلاً منه. يذكر أن الفنان رابح صقر غاب أيضاً عن مهرجان الجنادرية لعامين متتاليين 2009 – 2010، رغم مشاركاته البارزة في هذا المحفل الوطني، وسبق له الغناء في خمس أوبريتات، وقام بتلحين أوبريتين، هما «خليج الخير» 1421ه، و»أرض المحبة والسلام» 1428ه، بالإضافة إلى أوبريت العام الماضي.