دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى تقديم تنازلات لإنجاح مفاوضات السلام الجارية. وقال كيري، في مؤتمر صحفي مقتضب عقب اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، إن واشنطن «كانت ترى وما زالت أن المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية». وأضاف أن البناء الاستيطاني «يجب أن يكون محدودا بأقصى قدر ممكن حتى يساعد ذلك على سير المحادثات بشكل مقنع». وأعلن كيري أنه سيعود للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الثانية «مساء أمس»، على أن يلتقي اليوم العاهل الأردني عبد الله الثاني وعباس مجددا. وقال إنه يأمل في التوصل إلى إرادة حسنة وإحراز تقدم بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ليعيش كل منهما في دولته باعتبار ذلك الهدف الأساسي للمفاوضات. وتأتي زيارة كيري إلى المنطقة وسط تصاعد حدة الخلافات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على خلفية طرح إسرائيل الأسبوع الماضي أكثر من ألفي وحدة استيطانية للبناء في شرقي القدس والضفة الغربية. وقال كيري إن الفلسطينيين لم يقولوا في أي يوم من الأيام إنهم سيقبلون بالمستوطنات كجزء من عملية السلام. وأضاف أن عباس أكد له أنه جاد بشأن المفاوضات ويسعى إلى السلام ويفهم الحاجة إلى حلول وسط من كل الأطراف، كما أبلغه استعداده لتقديم التنازلات في سبيل السلام. واستؤنفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية يوليو الماضي بفضل وساطة قادها كيري بعد توقف استمر ثلاثة أعوام بسبب الخلاف على الاستيطان. وكان كيري أعلن في وقت سابق أن بلاده ستقدم 75 مليون دولار أمريكي إضافي لمشاريع دعم البنية التحية الفلسطينية. وقال كيري للصحفيين إن بلاده تسعى للسلام على أساس حل الدولتين، داعيا إلى الإسراع بدعم المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل التي استؤنفت نهاية يوليو الماضي. في هذه الأثناء، تظاهر عشرات الفلسطينيين قبالة مقر الرئاسة في بيت لحم، احتجاجا على زيارة كيري واستمرار المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل في ظل الاستيطان. وردد المشاركون في التظاهرة شعارات مناهضة للمفاوضات وللدور الأمريكي ورفعوا شعارات تطالب بالانسحاب الفلسطيني منها. وأحاط رجال أمن فلسطينيون بالتظاهرة بكثافة منعا لمحاولة عرقلة سير موكب كيري. وقوبلت زيارة كيري إلى بيت لحم بتظاهرة احتجاجية مماثلة نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في غزة. وطالب المشاركون بتظاهرة في وسط غزة، الفريق الفلسطيني المفاوض بالانسحاب من المفاوضات التي وصفوها بالعبثية والعقيمة. واعتبر بيان وزعته الجبهة الديمقراطية خلال التظاهرة، أن إسرائيل تستغل المفاوضات للاستمرار في سياسة الاستيطان وبناء الجدار العازل والحصار والقتل وتهويد القدس. من جهتها قالت حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، إن زيارة كيري الأراضي الفلسطينية «غير مرحب بها وتوفر غطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه». وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في بيان إن «على كيري أن يعلم أن المفاوضات الجارية لا تمثل الشعب الفلسطيني وأن (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس غير مفوض فلسطينيا بإجراء أي مفاوضات أو التوصل إلى نتائج». وأضاف أبو زهري أن «أي نتائج يتم التوصل إليها في المفاوضات لا تلزم شعبنا ولا يمكن السماح بتمريرها «. جون كيري في أحد المحلات قرب ساحة كنيسة المهد في بيت لحم (روتيرز)