“الترجمة فن الفشل” يمثل هذا القول لأمبرتو إيكو مفهوم الحذر من الترجمة (Translation) بما لا يتوافق مع اللغة التي كتب بها المؤلف فالمترجم سيكون إزاء مسؤولية لا يمكن لها أن تطمس البنية الدلالية واللغوية والجمالية لأي فن أدبي. وبالتالي فإن المترجم يجب عليه أن ينسلخ من كل الصراعات الداخلية التي قد تؤدي إلى فعل مغاير في ترجمته. على اعتبار أنه سيكون أكثر فطنة لما سيؤول له هذا الفعل غير الأمين –إن صح التعبير – إلى خلاف نسقية هذا السلوك ليس على المستوى الفردي فقط وإنما قد يحول ذلك إلى تصارع ذهنيات أخرى لا تنطلي تحت الأدب، وإنما تتعدى ذلك مخلفة تبعات أصولية ممتدة عبر الموروث الأدبي والسياسي والاجتماعي . هل تؤدي عبثية الترجمة إلى غياب جودة العمل الأدبي؟ إن العبثية في ترجمة أي عمل سواء أدبيا أو فكريا تنطلي تحت مسمى اللا أمانة واللاأخلاقية، لأن الترجمة تتطلب هذين الأمرين كرصيد سيكولوجي لذات المترجم ومتى مافقدهما فإن روح العمل تحكمه سلطة المترجم لا المؤلف ومن هنا تقع إشكالية القارئ في تحديد انصياعه للترجمة العبثية، أو تلافي صيغتها وما جاء فيها من أخطاء مؤثرة لبنية النص . في عالمنا العربي أنموذج حقيقي للمترجم الناضج الذي يجبرك على اقتناء العمل الأدبي (الرواية مثلا) بمجرد قراءة اسمه على غلاف الكتاب فصالح علماني المترجم الفلسطيني العربي المتخصص في الأدب الإسباني واللاتيني صنع مفهوم الترجمة الاستثنائية في كثير من الأعمال ذات الكفاءة الأدبية كروايات ماركيز، وباراغاس يوسا وإيزابيل الليندي ذلك أن الترجمة عنده فعل إتقان لا فعل عبث.