الطائف – ماجد الشربي العصيمي: المستشفى الجديد نقلة في الخدمات الصحية أول مستشفى أنشئ مع بداية عام 1343ه / 1924م تحت مسميات عدة وعلى مدى تسعين عاماً ظل مستشفى الملك فيصل في الطائف، بشكله المتعاقب صامداً أمام تقادم الزمن، واستطاع أن يتجاوز جميع العقبات والتحديات التي صادفته طوال هذه العقود، حتى تعب قبل عدة سنوات واستسلم للأمر الواقع. ويرضخ للإزالة ليعاد بناؤه من جديد ويقف شامخاً مرة أخرى. فقد أعاد افتتاح مستشفى الملك فيصل في الطائف للأذهان قصة 90 عاما من بدايات الخدمة الصحية في محافظة الطائف عبر هذا الصرح الطبي الشامخ. المستشفى في مبناه الجديد أصبح حديث الناس من حيث البناء والتجهيزات المتطورة والكوادر البشرية المؤهلة، كونه نقلة في الخدمات الصحية بالمحافظة. ولبداية المستشفى قصة بدأت قبل 90 عاما تقريبا. قبل وزارة الصحة تم إنشاء أول مستشفى في الطائف مع بداية عام 1343ه / 1924م، وكانت تسمى صحية (مستشفى صغير) وكان موقع مبناها في حي فوق (المنطقة المركزية حاليًا) في مبنى بحارة فوق مكون من دورين، والمنزل عائد لآل حسنين من أهل مكةالمكرمة، ثم لآل الحلواني حاليًا، وموقعه الآن المنطقة المركزية / شارع عداس. ش غ 2/40، بعد بائعي السمن والعسل، وهي الآن أرض فضاء يقابلها بيت حجري من دور واحد، ويعمل في الصحية مجموعة من الأطباء في الباطنية والأسنان والجراحة والتمرجية (التمريض) وصيدلي واحد، وذلك قبل إنشاء وزارة الصحة. البداية الأولى وفي عصر يوم السبت 27 /6 /1353ه / 1934م انطلقت بداية عمرانية في عدد من مدن المملكة منها الطائف، وأقامت رئاسة هيئة الإسعاف الخيري في الطائف حفلًا في الساحة الواقعة غرب مسجد عبدالله بن عباس موقع المستشفى حاليًا، بحضور الملك فيصل -يرحمه الله- وكان وقتها نائباً للملك عبدالعزيز، وأُلقيت خلال الحفل كلمات الترحيب ونبذة عن المشروع والمال الذي رصد له. وقد افتتح المستشفى عام 1356ه/1937م بعد أن زود بالأسرِّة والأدوات والآلات الجراحية، وتجهيز غرف العمليات بما يلزمها. وكانت مراحله الأولى في البناء والتعمير الحديث عام 1381ه، وقد تم الانتهاء من إنشائه عام 1385ه، وأطلق عليه اسم (مستشفى الأمير فيصل). وقد استمر المستشفى في تقديم خدماته طيلة 90 عاما بداية من المستشفى الخيري ومرورا بمسماه مستشفى الأمير فيصل. ثم مستشفى الملك فيصل ليتم بعد ذلك إزالة المبنى في عام 1427ه بعد أن أصبح يشكل خطراً على المرضى نتيجة تصدعات خطيرة حدثت فيه، وقد تم نقله إلى مبنى مستأجر لمدة عام، ثم أحيل إلى مبنى يقع خلف مستشفى الصدرية، وتمت إعادة بناء المستشفى على أحدث طراز في شارع الحدائق بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر الأساس لهذا الصرح الطبي الذي بلغت تكلفته أكثر من 400 مليون ريال؛ ليعود المستشفى مرة أخرى ويمارس دوره في بيئة أفضل لخدمة سكان الطائف من خلال 500 سرير للمستشفى الرئيس، و300 سرير لبرج النساء والولادة. مساحة المبنى أحد ممرات المستشفى وتبلغ المساحة الإجمالية للموقع 159.000م2 والمساحة الطابقية الإجمالية 73400م2؛ حيث روعي في المشروع تطبيق أعلى المعايير والمقاييس العالمية في تصميم المنشآت الطبية التشغيلية للمشروع. وتبلغ مساحة القبو 12000م2 ومصمم حسب المعايير والمقاييس الخاصة بذلك، ومتصل بواسطة أنفاق رابطة بالبرج الطبي للنساء والولادة ومبنى الخدمات، ومتصل بالدور الأول بعدد 9 مصاعد و7 سلالم، ويشمل أقسام النظافة، التيار المنخفض، الاتصالات، سجلات الموظفين، ماكينات التكييف، المغسلة، منطقة التحميل والتنزيل. الأمن والسلامة والدور الأرضي بمساحة 11650م2 ويشمل البهو، 12 مصعدًا، والإدارة، والمطبخ، وقاعات الطعام، والصيدلية المركزية، والمختبر المركزي، والأشعة بأنواعها، وقسم الطوارئ والحوادث بسعة 62 سريرًا مع غرفة عمليات وغرفة إنعاش قلبي ورئوي، ونظام مراقبة حالة المريض الطبية وعيادات الفرز الطبي وكامل خدماته المساندة، وأيضا جراحة اليوم الواحد، ومجهز بعدد 6 غرف عمليات صغرى وغرفة عمليات كبرى. ويعتبر مستشفى الملك فيصل الجديد من المشاريع المتطورة على مستوى المملكة؛ حيث جهز بأحدث التجهيزات والأنظمة العالمية في مختلف أقسامه وبالذات غرفة العمليات والمختبرات والأشعة والأقسام الأخرى المساندة. إضافة إلى وجود أنظمة حديثة تتعلق بالأمن والسلامة في جميع أروقة المستشفى. نقلة في الخدمات من جانبه أوضح ل «الشرق» مدير الشؤون الصحية في الطائف الدكتور معتوق بن محمد العصيمي: أن المستشفى الجديد يعتبر نقلة في الخدمات الصحية في محافظة الطائف. لافتا إلى أن هذا المشروع يأتي امتدادا لمشاريع الخير والنماء، وتولي الدولة الجانب الصحي كل الاهتمام والرعاية من أجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين. مؤكدا أن العمل يجري حاليا في عديد من المشاريع الصحية الجديدة في محافظة الطائف في إطار التوسع في الخدمات الصحية المختلفة. تجدر الإشارة إلى أن الطائف تضم حاليا 14 مستشفى، إضافة إلى 113 مركزاً صحياً تنتشر في كافة القرى والهجر. إحدى واجهات المستشفى (الشرق)