لمستشفى الملك فيصل في محافظة الطائف، الذي يتم تشغيل المرحلة الأولى منه غدًا، حكاية تاريخية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه, حيث كان الناس قبل ذلك يعتمدون على الطب الشعبي في أور بسيطة لا يمكن تجاوزها، تتمثل في تجبير الكسور, واستخدام الكي, والحجامة, والفصد, والأعشاب المبنية على البراهين فقط. وفي العهد السعودي تم إنشاء أول مستشفى بالطائف مع بداية عام 1343ه / 1924م، وكانت تسمى صحية (مستشفى صغير) وكان موقع مبناها بحي فوق (المنطقة المركزية حاليًا) في مبنى بحارة فوق مكون من دورين والمنزل عائد لآل حسنين من أهل مكةالمكرمة ثم لآل الحلواني حاليًا وموقعه الآن المنطقة المركزية / شارع عداس. ش غ 2/40, بعد بائعي السمن والعسل وهي الآن أرض فضاء يقابلها بيت حجري من دور واحد, ويعمل بالصحية مجموعة من الأطباء في الباطنية والأسنان والجراحة والتمرجية (ممرض) وصيدلي واحد وذلك قبل إنشاء وزارة الصحة,فقد كانت هناك إدارة طبية تحت مسمى (هيئة الإسعاف الخيري بالطائف), كما توجد إدارات بمسمى هيئة الإسعاف الخيري في كل من: مكةالمكرمة, جدة, المدينةالمنورة, وغيرها من مدن الحجاز. في عصر يوم السبت 27/6/1353ه / 1934م كان عصر العمران قد شعت أنواره فتجلت فيه الإنسانية تبتسم عن عواطفها وأنبل شمائلها. فقد أقامت رئاسة هيئة الإسعاف الخيري بالطائف حفلًا رائعًا في الساحة الواقعة غرب مسجد عبدالله بن عباس موقع المستشفى حاليًا، حيث شرف الحفل الأمير فيصل النائب العام لجلالة الملك، وكان في معية سموه لفيف من كبار الموظفين والأعيان، فكان الاحتفال له شأن تاريخي لمؤسس هذا الكيان، وقد تكرم سموه فوضع بيديه الحجر الأساسي لبناء المستشفى الخيري، وألقيت خلال الحفل كلمات الترحيب ونبذة عن المشروع والمال الذي رصد له. فكانت يد الفيصل كريمة عاملة بوضع حجر الأساس وروح نبيلة تدفع إلى مواساة الضعفاء وعاطفة شريفة تتوق للخدمة الإنسانية وقد افتتح المستشفى عام 1356ه/1937م بعد أن زود بالأسرة والأدوات والآلات الجراحية، وتجهيز غرف العمليات بما يلزمها. وخلال مراحله الأولى في البناء والتعمير الحديث عام 1381ه وقد تم الانتهاء من إنشائه عام 1385ه أطلق علية اسم (مستشفى الأمير فيصل) (الملك يرحمه الله). وقد استمر المستشفى في تقديم خدماته طيلة 90 عاما بداية من المستشفى الخيري ومرورا بمسماه مستشفى الأمير فيصل. ثم مستشفى الملك فيصل ليتم بعد ذلك ازالة المبنى في عام 1427 هجري بعد أن اصبح يشكل خطرا على المرضى نتيجة تصدعات خطيرة حدثت فيه, وقد تم نقله إلى مبنى مستأجر لمدة عام ثم احيل إلى مبنى يقع خلف مستشفى الصدرية وتم اعادة بناء المستشفى على احدث طراز في شارع الحدائق بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر الاساس لهذا الصرح الطبي الذي بلغت تكلفته اكثر من 400 مليون ريال ليعود المستشفى ليمارس دوره في بيئة افضل واكبر لخدمة سكان الطائف من خلال 500 سرير للمستشفى الرئيسي, و300 سرير لبرج النساء والولادة. وتبلغ مساحته الإجمالية للموقع 159,000م2 والمساحة الطابقية الإجمالية 73400م2 حيث روعي في المشروع تطبيق أعلى المعايير والمقاييس العالمية في تصميم المنشآت الطبية التشغيلية للمشروع حسب توجيهات وكيل الوزارة والمساعد للشؤون الهندسية ومن خلال قسم الدعم الفني بإدارة المشروع بالوزارة وضع عدة نقاط مهمة لأنظمة مشروع مستشفى الملك فيصل، وتوفير أفضل المعايير. وقامت الوزارة بوضع الأنظمة بالمشروع علما بأن مساحة القبو 12000م2 ومصمم كملجأ حسب المعايير والمقاييس الخاصة بذلك ومتصل بواسطة أنفاق رابطة بالبرج الطبي للنساء والولادة ومبنى الخدمات ومربوط بالدور الأول بعدد (9) مصاعد و(7) سلالم ويشمل أقسام النظافة، التيار المنخفض، الاتصالات، سجلات الموظفين، ماكينات التكييف، المغسلة، منطقة التحميل والتنزيل. والدور الأرضي بمساحة 11650م2 ويشمل البهو، 12 مصعدًا، الادارة، المطبخ، قاعات الطعام، الصيدلية المركزية والمختبر المركزي والاشعة بأنواعها، وقسم الطوارئ والحوادث بسعة 62 سريرًا مع غرفة عمليات وغرفة إنعاش قلبي ورئوي ونظام مراقبة حالة المريض الطبية وعيادات الرز الطبي وكامل خدماته المساندة، وأيضا جراحة اليوم الواحد ومجهزة بعدد 6 غرف عمليات صغرى وغرفة عمليات كبرى. .