عماد أحمد العالم بت كثيراً ما أقارن بين تصريحات المسؤولين الإيرانيين مؤخراً وما اعتاد آباؤنا على التندر به عند تذكرهم حروب الضباط الأحرار مع الكيان الإسرائيلي، حين كان يطل عليهم أحمد سعيد بفخامة صوته الإذاعي ويبث على مسامعهم أخبار انهزام العدو وانتصار القوات المسلحة، في وقتٍ كان العكس صحيحاً. في نفس السياق، نرى الجار الإيراني يطل علينا دوماً مسؤولوه مهددين بالرد الحازم والصاع صاعين على كل من تسوّل له نفسه محاسبة إيران أو لومها على ما ترتكبه سياساتها العدوانية تجاه دول الجوار العربي والخليجي وحتى الإسلامي البعيد عنها ولا تربطه بها أي صلة. لا أدري من أين تأتي ثقتهم بالنفس وقدرتهم الموصوفة على خوض الحرب المزعومة وتهديد الجميع دون استثناء، أعطني مثلاً واحداً عن دولةٍ عربيةٍ واحدة خليجية لم تفتعل إيران معها المشكلات سابقاً أو أخرى تتمتع معها بعلاقات سلميةٍ أخوية لا يشوبها شائبة. فسّروا لي لمَ دائماً أنتم المساء فهمكم والمظلومون والمعتدى عليكم؟، في وقتٍ لم يبق أحد إلا ويعلم أن سياسة تصدير الثورة ما زالت في قوتها، وما البرنامج النووي الإيراني إلا لعبة مخيفة، غاية إيران منها فرض عضلاتها علينا والاستقواء بها لفرض أجندتها وسياساتها وعصاها الغليظة على كل من يعصيها. أين عدلكم حين يتعلق الأمر بالأقليات في إيران وحقوقهم الاجتماعية والسياسية والدينية؟…… أليس عرب الأحواز من الأكثر تضرراً، لمَ يُعدون مواطنين من الدرجة الرابعة بدون تنمية وببطالة عالية واضطهادٍ رسميٍ حكومي ممنهج؟. أين محبة الإخوة في إيران للسلام، ومنهم من ينفخ الكير لفصل الأعزاء شيعة الخليج عن دولهم وعن انتمائهم العربي؟، فيما هو يعمل لزرع الفتنة بينهم وإخوانهم السنة، في وقتٍ نالوا فيه حريةً في ممارسة عقائدهم وبناء حسينياتهم والتمتع بالمواطنة وحقوق التعليم والصحة والتوظيف والمحاكم الشرعية للعقود والأنكحة. أين هي المحبة المزعومة للسلام من تدخلاتهم في العراق ولبنان ودعم النظام الأسدي المجرم، ووقوفهم معه ضد ثورة شعبٍ مظلوم ومضطهد، عانى الأمرين ولا يزال حتى يكتب له المولى القدير نصراً يعمي به دعاة الباطل؟. هي دعوة صادقة للجار الفارسي العتيد، إن أردتم الود فنحن أهله، ولن يبعدنا عنكم اختلاف مذاهبنا، ولتكونوا دعاة سلامٍ وحيادية، ولتنأوا بأنفسكم عن التدخل في الآخر، حينها قلوبنا وعقولنا لكم مفتوحة وأيدينا لكم ممدودة.