كشفت صور حصلت عليها «الشرق» في جولة قامت بها بقسم التنويم في مستشفى جازان المركزي، مدى المعاناة التي تقع على المنومين بهذا القسم. فهو على أهميته وشدة احتياجه للمكيفات إلا أنه خال منها، ولوحظ تشغيل مراوح هوائية في عدد من الأقسام بالمستشفى بديلة عن المكيفات التي لا تعمل لفترة طويلة. وفي الطوابق العليا الحال كما هي حيث يكون بأقسام التنويم مرضى سعوديون أيضا من رجال ونساء وأطفال فمنهم من أصيب بكسور وآخرون جروحهم مفتوحة ومنهم حروق والأدهى أن هناك من هم في العناية المركزة من الأطفال. وقال عدد من أقرباء المنومين إنهم من يجلبون هذه المراوح رأفة بمرضاهم الذين يعيشون حالة صعبة. قصور في الأداء وذكر خالد علي أنه في كل مرة يرى مريضه يتصبب عرقا وهو فاقد للوعي وهو يتنفس على الأوكسجين تلك الفترة. وأضاف أن المشكلة ليست وليدة الأمس، بل منذ عدة سنين والحال نفسه، رغم الملايين التي نسمع ونقرأ عنها أنها تضخ لصالح الصحة في المنطقة، ولا نرى سوى تدني الصحة في المنطقة وقصور أدائها. تردي الوضع وأشار حسن مشهور أنه مع كل مشكلة تحدث في المنطقة وتعاقب الإدارات الواحدة تلو الأخرى، تظل مستشفيات جازان تعاني الأمرين، وهي في تدهور مستمر يوماً بعد يوم في خدماتها وتعاملها مع المرضى وتردي الوضع دون التركيز في الحلول الجذرية ووضع اليد على الجرح. تغيير جذري وزاد علي بكري: أزور مريضاً لي في قسم العناية المركزة بمستشفى جازان المركزي حاولت أن أفك اللغز وأضع يدي على الجرح، لكن دون فائدة، لم أتمكن من ذلك، وقال: المعضلة تكمن هنا وليس في إدارات الشؤون الصحية فحسب بل في إدارة تلك المستشفيات، والإدارات الأخرى في أقسام المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة. وأضاف: لا يمكن تغيير هذا الحال إلا بحصول تغيير جذري في تلك الإدارات وضخ دماء جديدة شابة تحدث التغيير وتقدم برامج جديدة غير تلك الكراسي التي أكل عليها الزمن وتلبست بالأخطاء المتكررة. مستشهداً بقوله: كم من مدير استمر في منصبه أكثر من عقدين من الزمن وهم ما زالوا متربعين على تلك الكراسي؟ ولكننا لم نجد أي تغيير في وضع المستشفيات. خدمة سيئة وذكر علي المالكي وهو رجل طاعن في السن أنه يحاول منذ قرابة الأسبوع الدخول على مدير المستشفى ولكن السكرتارية يصرفونه باستمرار بحجج مختلفة. وقال: لابد من إنهاء هذه المعاناة بأسرع وقت، مرضانا تعبوا من الخدمة السيئة، ويستحقون أن يجدوا رعاية يستحقونها وتليق بإنسانيتهم. بانتظار الرد «الشرق» تواصلت مع الناطق الإعلامي لصحة جازان محمد الصميلي وطلبنا منه إيضاحا حول ما ذكره المواطنون. وقمنا بإرسال بريد إلكتروني، كعادتنا في التواصل معه، لكن الاستفسار الذي أرسل بتاريخ 24/11/1434ه. ظل كما هو، وقمنا بالتذكير به بعد إجازة العيد، ولم نتلق أي رد حتى هذا التاريخ.