القهوة العربية التي تفوح منها رائحة الهيل والبن والقرنفل تحولت إلى أهم مشروب ساخن في المشاعر المقدسة حيث وصل الإدمان بشاربي القهوة العربية إلى حمل «عزبة» مخصصة لإعداد القهوة كلما تيسر لهم الوقت أثناء أداء المناسك المقدسة. ففي الوقت الذي يخلد فيه الحجاج إلى الراحة في خيامهم ثمة فئة من الحجاج السعوديين يعملون داخل المطابخ المخصصة للطهي لإعداد القهوة العربية التي جذبت عددا من الجاليات غير العربية الذين باتوا مدمنين عليها من خلال طلبهم المتكرر من السعوديين لإعدادها ووصل بهم الإدمان طلبهم أن يتعلموا طريقة تحضيرها لكي يحتسوها في بلادهم. فيما عمد عدد من الحجاج إلى حمل جميع ما يلزم من برادات وحافظات للقهوة خلال مسيرهم من عرفة إلى مزدلفة وذلك لاحتسائها مع العائلة أو الأصدقاء، ووصفها أحد الحجاج السعوديين بأنها «تعدل المزاج» لافتا إلى أن اليوم الذي يمر دون شرب القهوة العربية يكون فيه متعكر المزاج وتبدو عليه ملامح الصداع. مبيناً أن القهوة باتت رمزاً وتراثا منذ عهد الآباء والأجداد وبالتالي أصبح تقديمها للضيف عادة لدى السعوديين. وأبان الحاج أن تقديم القهوة يجسد حجم التفوق الذي اكتسبه أهل المملكة في خدمة الحجاج مشيراً إلى أن ما يشجع على تقديم هذه الخدمة سهولة تنفيذها وقلة تكاليفها مشيراً إلى أن تناول (خمسة فناجيل) يوميا كفيلة بجعل الجسم منتعشاً طوال اليوم. الجدير بالذكر أن تقديم القهوة العربية عند السعوديين يكون عادة مصحوبا بالتمر.